للحياة الخاصة حرمة، وهي مصونة لا تمس. هذا ما نصت عليه المادة (٥٧) من الدستور، ومع ذلك انتشر في الفترة الأخيرة ظاهرة انتهاك البيانات الشخصية للمواطنين، حيث أصبح عدد كبير من المواطنين فريسة لعشرات المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني التي تقتحم حياتهم الخاصة والتي يتم بثها يوميا تقريبا وفي جميع الأوقات. في كثير من الأحيان تجد نفسك متلقيا لرسالة هاتفية من مجهول يطالبك بسرعة التبرع لطفل مريض يحتاج إلي إجراء عملية جراحية عاجلة تتطلب مبالغ مالية كبيرة ليست في حوزته، ثم يطالبك المتحدث المجهول بسرعة التبرع بأي مبلغ مع استعداده لإرسال مندوب إلي منزلك أو مكتبك للحصول علي هذا التبرع، وعلي مدار اليوم تجد نفسك مطالبا لإحدي الجمعيات الخيرية بالتبرع لإطعام الجوعي أو كساء الفقراء، أو المساهمة في بناء أسقف المنازل المتهالكة لأهلنا في الصعيد، أو المساهمة بالمال لتوصيل شبكات المياه النقية في بعض المناطق ، وعلي النقيض تتلقي مكالمات أخري من شركات التأمين علي الحياة، أو فرصة ذهبية لامتلاك شقة أو فيلا في إحدي المدن الجديدة أو المناطق الساحلية والسياحية، وتجد نفسك محاصرا بين عشرات المطالبات والمناشدات التي ترد إليك من جمعيات أو شركات لا تدري عنها شيئا ولا تعرف من أين حصلوا علي بياناتك الشخصية. تزداد هذه الظاهرة بشكل مرعب أثناء شهر رمضان المبارك حيث يتم حصار المواطن بالمكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني وطوفان الإعلانات التلفزيونية التي تتعارض مع المعايير الإنسانية والأخلاقية .
وللحديث بقية