مازال البعض من أصحاب الرؤية الضيقة يطرحون نفس السؤال الساذج الذي تكرر كثيرا حول فائدة منتدي الشباب العالمي ، ومن قبله مؤتمرات الشباب بوجه عام ولماذا ننفق هذه الأموال عليه ؟
والحقيقة أن أصحاب هذه الرؤية من قصار النظر كانوا أعلي الناس صوتا وحديثا حول تهميش الشباب ، وعدم الاستماع لهم ، وتجنيبهم أي مشاركات سياسية أو التفاعل مع قضايا الوطن التي تشمل معظم الشباب المصري .. ومع ذلك لا يتوقفون عن هذا النواح !
الثابت أنه منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي المسئولية وهو يدرك جيدا أن مصر دولة شابة تصل نسبة الشباب فيها إلي 65 % سواء في التعليم الجامعي أو في سن العمل ، وأن الاهتمام بالشباب ليس ترفا .. بل هو ضرورة حتمية ، ورؤية لقراءة العالم الذي يتطور بشكل سريع ، وأن فرصة اللحاق بهذا التطور في كافة مناحي الحياة لا تتوفر إلا في هذا الشباب .
وعندما قرر الرئيس أن يتفاعل مع الشباب بشكل عملي جاءت فكرة المؤتمرات الوطنية للشباب التي كانت تعقد في محافظات مصر- الوجه القبلي والبحري – وفيها تلاشي كثيرا الحاجز النفسي بين القيادة السياسية وهؤلاء الشباب ، وتم جسر الفجوة الكبيرة التي تكرس وجودها طوال عقود من الزمن حتي أصاب الشباب اليأس والاحباط ، ووجدوا أنفسهم علي هامش الحياة في وطن لا يحتفي بهم ولا يقدر إمكانياتهم ، ولا يري طموحهم ..
هذا الطموح المشروع للشباب كان ضربة البداية في فكرة تحويل مؤتمرات الشباب الوطنية إلي منتدي عالمي للشباب تحتضنه مصر وترعاه وتلقي مسئولية الإعداد والتجهيز له علي عاتق الشباب المصري الذي كان لوقت قريب قابعا في دائرة التهميش والنسيان وغياب المشاركة الحقيقية في الشأن المصري .
– البداية كانت في أبريل 2017، عندما عرض شباب البرنامج الرئاسي خلال المؤتمر الوطني للشباب بالإسماعيلية ، مبادرتهم لإجراء حوار مع شباب العالم ، وعلى الفور استجاب الرئيس وأعلن دعوته خلال المؤتمر لجميع الشباب من مُختلَف دول العالم، ليعبّروا عن آرائهم ورؤاهم لمستقبل أوطانهم وللعالم وفي نفس العام انطلقت النسخة الأولى من منتدى شباب العالم في نوفمبر 2017 حيث شارك فيها 3000 شاب وشابة من 113 دولة .
– في النسخة الثانية في نوفمبر 2018 سجل ما يقرب من 122 ألف طلبات للمشاركة في المنتدي ، وشارك فعليا أكثر من 5000 من شباب العالم بمختلف الثقافات ممثلين لـ 194 دولة .
– في النسخة الثالثة، من المنتدى شهدت عملية التسجيل للمنتدي ازديادا كبيرا حيث وصل عدد المشاركين فى عملية التسجيل إلى 300 ألف شاب وفتاة من 196 دولة حول العالم
– في النسخة الرابعة التي تجري فعالياتها من 10 يناير حتي 13 يناير سجل على الموقع الرسمي للمنتدى أكثر من 500 ألف شاب وشابة من 196 دولة من مختلف القارات
ماذا تعني هذه الأرقام ؟ والإجابة ببساطة – رغم وجود جائحة كورونا التي قلبت الموازين في العالم وما زالت – هذه الأرقام ترد علي السؤال الذي طرحه قصار النظر وأصحاب الرؤية الضيقة .. حيث تحولت الفكرة التي طرحها الشباب المصري إلي واقع حقيقي في تجمع من كل شباب العالم بثقافاته المختلفة ورؤاه المتباينة .. يقرأ ويناقش ويتباحث حول قضايا العالم المشتركة التي تهدد مساره وتطوره ليبحث عن قواسم مشتركة تقدم حلولا لهذه المعضلات .
هذه الأرقام التي تتزايد من راغبي المشاركة حول العالم تؤكد نجاح الفكرة التي صارت واقعا له استمرارية من خلال منصة يستطيع كل شباب العالم الحوار فيها
هذه الأرقام تؤكد أن مصر استردت مكانتها وأصبحت قادرة علي الفعل المنظم والمنضبط ، وأنها قادرة علي التصدي لاستقبال الأحداث والفعاليات الكبري رغم كل التحديات .
هذه الأرقام التي تتزايد لطلب المشاركة هي دليل علي جدية تناول مشاكل العالم المشتركة خصوصا وأن مصر تستعد لاستقبال مؤتمر المناخ في نسخته السابعة والعشرين قبل نهاية العام
الخلاصة .. هذه المؤتمرات بجانب أهميتها وضرورتها .. هي رسائل يحملها المشاركون في المنتدي إلي كل دول العالم .. رسائل سلام ، وأمن وأمان .