“أنتم هتحبوا بلدنا أكتر مننا.. أنتم هتخافوا على بلدنا أكتر مننا”.. جملة عبقرية رد بها الرئيس السيسي على مراسل “مونت كارلو” عندما أبدى الصحفي قلقه على حالة حقوق الإنسان في مصر وهو يسأل عن المعتقلين والمختفين قسريًا وأوضاع السجون في مصر!
ذلك السؤال المقرر إجباريًا على بعض من يتحدثون في الغرب أو من يمثلونهم داخل مصر أن يسألوا هذا السؤال في كل مناسبة من باب المكايدة أو الإصرار على النيل من مصر.. أو تشويه ما يتم علي أرضها!
وللأسف الشديد مثل هؤلاء يقعون في مستنقع الغباء في كل مرة لأن حكاية آلاف المعتقلين الذين يتحدثون عنهم سقطت عندما لم يقم عليها دليل من كل من قاموا بزيارات للسجون وأماكن الاحتجاز من منظمات حقوقية داخلية وخارجية، وسقط الزعم الخاص بالمختفين قسريا عندما تبين أن من اختفوا كانوا.. إما خارج البلاد أو انضموا للجماعات الإرهابية، وتم الإفصاح عنهم عندما قتلوا، وآخرهم الإرهابي حسام المنوفي أحد مؤسسي حركة حسم الإرهابية عندما التقطته الصقور المصرية وهو في طريقه إلى تركيا!
كما سقطت أيضا مزاعم أوضاع السجون في مصر بعد نقل نزلاء عدد من السجون إلى مؤسسات عقابية آدمية تراعي معايير حقوق الإنسان التي تقول أنه لا يجب عقاب المذنب مرتين على جريمته.
رد الرئيس القاطع والحاسم والهادئ يؤكد أن مصر تجاوزت مرحلة القلق من مثل هذه الأسئلة التي تطفو كلما اقتربنا من ذكرى أحداث يناير 2011، وأن مصر لم تعد لديها ما تخاف منه أو تخشى طرحه على الملأ.. كما أنها لن تسمح بتكراره مرة أخرى.
أعجبتني رسائل الرئيس لمراسل مونت كارلو وللخارج، وتذكرت الثمن الباهظ الذي دفعناه ونحن نواجه مؤامرة إسقاط مصر، وتذكرت – ويجب أن نظل نتذكر حتي لا ننسى – كيف مرت مصر من كل المؤامرات والخطط الجهنمية التي نصبت لها.. وفي ذات اللحظة أدركت قيمة الجملة التي قالها الرئيس بصدق “أنتم هتحبوا بلدنا أكتر مننا”
ولم لا وقد كان – وما زال – شعار الرئيس هو (العمل)، ومنذ دقت ساعة العمل والشعار يتحول على مدار الساعة إلى عمل حقيقي.. فيه الإنجاز والإعجاز.. وفيه الليل يتصل بالنهار، والنهار يتصل بالليل لبناء جمهورية جديدة.. لا يوجد فيها من ينظر للوراء فالعدو الحقيقي هو الوقت.. فيها حقائق على الأرض بادية للعيان.. فيها إرادة لا تلين، وفيها الأذن لا تسمع للترهات وأباطيل العالم الافتراضي.. فيها الوجوه السمراء التي تكتسي بحبات العرق ولا تستهويها برودة التكييف الذي ينام فيه تنابلة السلطان..!
فيها آلاف كيلومترات الطرق الجديدة ووسائل النقل الحديثة، وأنفاق العبور إلى سيناء العزيزة، ومحور قناة السويس وميناء شرق بورسعيد والعين السخنة وأرصفة ميناء دمياط الجديدة، وفيها أرض الضبعة والمفاعل النووي حيث مولد الأمل الذي طال انتظاره، وفيها الفرافرة حيث آلاف الأفدنة باكورة المليون ونصف المليون فدان، وفيها المطارات الجديدة في معظم أماكن مصر.. وفيها قواتنا المسلحة بأحدث أسلحة العصر من الطائرات والغواصات والفرقاطات وحاملات الطائرات المروحية وغيرها من الأسلحة المتطورة التي تحقق الردع المعنوي والمادي.
وفيها الأسمرات وغيط العنب وروضة السيدة زينب والمدن الذكية الجديدة، وغيرها من المشروعات التي يأتي في القلب منها مشروع “حياة كريمة”.
وفيها الشباب الواعد الصاعد، وفيها الأمل والعطاء والنماء، وفيها الانضباط والمسئولية ومواعيد تسليم المشروعات بالساعة وحساب المقصر علي الهواء.
فهل بعد كل هذا يدعي البعض أنه يخاف علي مصر أكثر مننا أو يزايد البعض بأنه يحب شعب مصر أكثر مننا..
صدقت يا سيادة الرئيس.. مصر استعادت نفسها وجمعت زمام أمرها وامتلكت القدرة على الفعل وقتما تريد وبالطريقة التي تراها.. وتحيا مصر