بداية لابد من الإشارة إلى أن بناء الأهرامات الثلاث العملاقة على هضبة الجيزة، سبقها بناء هرم مدرج له سِتّ مصاطب، وارتفاعه حوالي 61 مترًا، نراه مهيمنًا إلى اليوم على أفق منطقة سقارة، على بعد نحو 25 كيلومترًا جنوبي الجيزة، إذ يعتبر اللبنة الأولى لتلك الصروح العظيمة، التي أمر ببنائه الملك زوسر، الذي حكم مصر في الفترة من 2650 إلى 2620 قبل الميلاد.
هذا وقد بدأ الاتجاه إلى بناء الأهرامات الكبيرة في زمن الفرعون سنفرو من الأسرة الرابعة؛ إذ تم بناء ثلاثة أهرامات خلال فترة حكمه من 2575 إلى 2545 قبل الميلاد. وبعد وفاة سنفرو، تولى الحكم من بعده ابنه خوفو (والذي يُعرف أحيانًا باسم كيوبس)، وحتى يتفوق خوفو على والده، كان عليه بناء هرم أكبر على حافة هضبة الجيزة ليراه الجميع. وكان لطموح خوفو الفضل في بناء أشهر هرم في مصر، “الهرم الأكبر” بارتفاع 147 مترًا وعرض 230 مترًا.
لم يتوقف خوفو عند هذا الحد، بل بنى معبدًا جنائزيًّا على الجانب الشرقي من الهرم؛ ليتمكن الكهنة من التواصل مع الفرعون المتوفّى (خوفو)، وتقديم القرابين لدعمه في الآخرة، وعلى جانبي المعبد، تم حفر تجاويف ضخمة تتسع لقوارب بالحجم الطبيعي، ربما يحتاجها خوفو ليُبحر بها في الحياة الأخرى، وقد تابع أغلبنا عملية نقل مركب خوفو، والذي كان عثر عليه في عام 1954، بالجهة الجنوبية للهرم الأكبر، من داخل متحفه بمنطقة آثار الهرم، كما تم نقل المركب والذي وصل للمتحف الكبير مؤخرا، باستخدام العربة الذكية ذات التحكم عن بعد، والتي تم استقدامها خصيصًا من بلجيكا لنقل المركب قطعة واحدة بكامل هيئته دون تفكيك، لمكان عرضه الجديد بالمتحف المصري الكبير.
ويعد هذا المركب، إحدى مراكب الشمس وهو أكبر أثر عضوى باق فى التاريخ، وتم نقله من منطقة الأهرامات إلى المتحف المصري الكبير وسط احتفال كبير، وهناك آراء تؤكد أن مكتشف مركب خوفو هم: الأثري الكبير م. كمال الملاخ، ومفتش الآثار محمد زكى نور، زكي إسكندر، محمد صلاح عثمان، وأحمد يوسف، فى مايو 1954 عند قاعدة الهرم الأكبر بالجهة الجنوبية، وذلك طبقًا لما ذكر في كتاب عالم الآثار د. أحمد فخرى «مصر الفرعونية» حيث دلل على جهود هؤلاء المفتشين الأثريين الذين لم يأخذوا حقهم تاريخيًا من اكتشاف مراكب الشمس باسمهم.
كما تم حفر تجويفين آخرَين للقوارب على الجانب الجنوبي من الهرم، إضافة إلى تشُييد ثلاثة أهرامات صغيرة جنوبي المعبد الجنائزي، لتكون مقابر للشخصيات النسائية المهمة في العائلة المالكة. في النهاية، كان تشييد هذا المجمع مهمة هائلة.
عدد من خبراء الآثار رأوا أن بناء الهرم الأكبر وحده، تطلب جهود ما لا يقل عن 26 ألفَ عامل لوضع الكتل الحجرية في الجزء السفلي من البناء، ومع ارتفاع الهرم وتضاؤل مساحته في الجزء العلوي، انخفض عدد العاملين في الموقع. وهناك نظريات عديدة تفسر كيفية قيام العمال بنقل الحجارة الضخمة، ووفقًا للنظرية الأكثر رواجًا فإن العمال مهدوا منحدرًا داخليًّا لجر الحجر الجيري إلى مستويات من البناء أعلى تدريجيًّا.
وبالتركيز على تفاصيل عملية البناء، ظلت الأهمية الأكبر للأهرامات غائبةً عن العلماء إلى الآن، وهذا الرأيى أو الاعتقاد، قابله آراء أو اعتقادات ودراسات وأبحاث أخرى لعلماء من مختلف أنحاء العالم في: الفلك، المساحة، الري، الأديان السماوية، العمارة، الرياضيات، الآثار، التاريخ، الفيزياء، والمنظمات: العلمية المحايدة، المشبوهة و….. بأسرار الهرم الأكبر، تؤكد وجود معجزة حقيقية تتحدى الزمن، وتتجاوز مساحات المعرفة بكل ما تحمله من علم في مختلف المجالات.
كما أن الرؤية التي نشرتها مؤخرًا صحيفة الإكسبريس اللندنية، جعلتني أتساءل عما ينبغي طرحه: هل يمتلك أي عالم أو باحث أو خبير – حتى الساعة على سطح الكرة الأرضية – جوابًا للكيفية التي تم تشييد الهرم الأكبر بها، وعن الأسرار التي يحتويها هذا الهرم…..؟!
الإجابة المؤكدة: بالطبع لا، فالمقطوع به هو ظهور مئات النظريات، والمجال مفتوح لاجتهادات أكثر، ومرد ذلك – كما يشير الكاتب والأثري البريطاني المعروف جراهام هانكوك – أنه “إذا أخبرك أحدهم بأنه يعرف سر بناء الأهرام، فهو لا يقول لك الحقيقة، لماذا”…..؟؟
– “لأن مساحة الغموض في هذا العمل الإعجازي الذي تحدى في إعجازه الزمن والعلم معا، تتجاوز علماء اليوم، خاصة وأننا نتحدث عن بناء كتلة تصل إلى 6 ملايين طن، تغطي مساحة 13 فدانا، أو 52 ألف متر مربع، طوله وعرضه نحو 750 قدم في كل اتجاه، ارتفاعه أكثر من 480 قدم أي 146 مترا، استخدم في بناءه نحو 2.5 مليون صخرة”……!!
لذا، فسنعتبر ذلك – كغيرنا – مجرد اجتهاد جديد يُضاف لرؤى واجتهادات عديدة تطفو على سطح الأحداث بشكل دوري، بعضها مُخلص في البحث والتساؤل عن سر الهرم الأكبر من علماء آثار حقيقيين مجتهدين لا مدعين أو أنصاف وأثلاث وأرباع علماء، ومنها ما هو دعائي لا يحمل أي علامات بحثية موثوقة.
في هذا السياق، أجد أنه من الغرابة بمكان، متابعتنا لغلو بعض المتعولمين في شططهم، حينما ربطوا أسرار الهرم الأكبر بحضارات وكائنات غير بشرية، وذلك في محاولة منهم لسرقة عبقرية وجهود قدماء المصريين، لينسبوها إلى غيرهم، كنوع من أنواع الحقد الدفين على حضارة علمت الدنيا كلها أبجديات كافة العلوم الإنسانية، متجاهلين بذلك إله الحكمة “تحوت” الذي إليه ترجع علوم المصريين القدماء، مع ملاحظة ان الكثير من الكتابات رأت إنه الكاهن الأعظم لحضارة أطلنطس الغارقة الذي ورث المصريون القدماء كل أسرار عِلمه وحِكمته ومعرفته، ناهيك عزيزيي القارئ عن علم وعبقؤية إله الطب “إمنحوتب”، و…..
وهنا نطرح السؤال التالي: ما الذي يجعل الهرم الأكبر أحد أعقد أسرار بشريتنا المعاصرة…..؟!.. وتأتي الإجابة على هذا التساؤل ممهورة بالدقة التي بُني بها، والاتقان الذي سار في دربه البناؤون العظام، إضافة إلى ذلك يجب الاعتراف بأن هناك قراءات عميقة لم يتم إماطة اللثام عنها حتى الساعة حول أسرار هرم خوفو بنوع خاص، ولهذا تكثر الاجتهادات البشرية تجاه بناء يرتكز على الأبعاد الأصلية لكوكب الأرض، حيث يقوم على محور ارتكاز الشمال الحقيقي، وفقا لمحور الأرض بدرجة 60 على 3.
ما سبق يجلعني أتريث قليلًا فيما أجتمع عليه علماء الهندسة في أوقاتنا الحاضرة على أنه من الصعب جدا أن يبني مهندسو اليوم بناءا حديثا وعملاقا، ويزيدون على أنفسهم العبء، ويحاذونه على الشمال الحقيقي بدرجة جزئية دقيقة، غير أنه في بناء الهرم يبقى هناك شيء ما خفي غير معلوم جعل بناة الأهرام يخوضون في عناء زائد، من أجل بناء هذا الصرح المهيب العملاق، ويعمدون إلى ركزه على الشمال الحقيقي للكرة الأرضية، بالإضافة إلى أشياء أخرى تحتاج إلى تفصيلات أكثر كدمجه مع أبعاد كوكب الأرض.
ومما قيل أيضا في سر بناء الهرم الأكبر، إنه يتمثل في أرقام مثيرة جدًا، فعلى سبيل المثال لا الحصر، إذا أخذت ارتفاع الهرم الأكبر وضربت الرقم في 43.200 ستحصل على نصف القطر القطبي للأرض، ولو قمت بقياس محيط القاعدة لـ”الهرم الأكبر”، بدقة، وضربت النتيجة في 43.200 ستحصل على المحيط الاستوائي للأرض…..!!
بمعنى آخر أنه منذ آلاف السنين، وفي العصور المظلمة حينما لم يكن إدراك البشر يصل إلى حد العلم بأنهم يعيشون على كوكب، بغض النظر عما هو هذا الكوكب وأبعاده، كان المصريون القدماء يبنون معلمًا يُعبر بدقة بالغة عن أبعاد كوكبنا بنسبة تقارب 1 إلى 43.200، وهذه النسبة ليست عشوائية، فالرقم 43.200 تم استنتاجه من الحركة الرئيسة للأرض، والتي تسمى “التغير في دوران محور الأرض”، إذ تتحرك الأرض حول محورها بشكل بطئ متمايل بمقدار درجة واحدة كل 72 عاما، والرقم 43.200 أحد مضاعفات الرقم 72 .
ولعل التساؤل الواجب طرحه أيضا هنا: إذا كان بناة الأهرامات زودونا بأبعاد كوكبنا على نسبة مبنية من الكوكب نفسه، وهذا شيء مذهل وعبقري، فكيف فعلوا ذلك…..؟!، ومن أين أتوا بهذا العلم…..؟!، وتأتي الإجابة على هذا التساؤل أن الهرم الأكبر بني بشغف مصري قديم لا نظير له عند جميع من الحضارات، واحتمال الفراعنة لتلك المشقات ينفي وجود ما يُشيعه جهابزة الأثريين بأن العبيد هم الذين شاركوا في بناءه، مع العلم أن أجدادنا العظام، قد عانوا كثيرا لتفادي حصول أي خطأ في تركيبته – كما أشرنا – والتي تحوي عشرات الأحجار التي يصل وزنها إلى 70 طن للحجر الواحد، مرفوعة بقدر 300 قدم (91 مترا)، وآلاف الأحجار بوزن 2.5 طن، وتنظيمها بشكل دقيق، رغم بساطة الأدوات الأولية التي امتلكوها…..!!
لذا يمكننا القول أن المصريين القدماء في عصر بناء الأهرامات حازوا معلومات في علم: الفلك، والمساحة، والهندسة والري، و….. أكثر تقدما مما نعرفه عنهم، عطفا على إدراك واسع بجغرافية مصر، خاصة وأنهم في الألفية الثالثة قبل الميلاد، قاموا بقياس الأراضي المصرية، كما سجل ذلك فلاسفة الرياضة اليونانيون مثل: طاليس، وفيثاغورس، وأفلاطون، وديموكريت، وغيرهم من الذين توافدوا على مصر منذ القرن الخامس قبل الميلاد، ونهلوا منها علومهم التي أوصلتهم إلى ما وصلوا إليه.
في إحدى الدراسات الحديثة المنشورة بموقع ancient-origins، زعمت أن “المصريين القدماء استفادوا من الصوت فى بناء الهرم الأكبر بالجيزة، واعتمدوا فى ذلك على اكتشاف ممر مسدود فى الصخر داخل غرفة الهرم، بمثابة أنبوب لـ “صدى صوتى” يعمل على تولد موجات فوق الصوتية بتردد قاعدى فى حدود 5 هرتز، جاء ذلك بحسب ما ذكر الموقع.
فيما أوضح الباحثون، أن “هذه الفضية تطرح سؤلا حول أهمية الموجات فوق الصوتية بالنسبة إلى القدماء، وهل سيمكننا ذلك من العثور على استخدام للموجات الصوتية بين الثقافات القديمة فى أماكن أخرى من العالم”…..؟!
وأشاروا إلى أنه “من المعروف منذ فترة طويلة أن الموجات فوق الصوتية تؤثر على دماغ الإنسان بعدة طرق مختلفة، يمكنها أن تحفز مشاعر الغثيان والقلق وجنون العظمة وكذلك الشعور بالرهبة، وبالنسبة للأفراد الأكثر حساسية يمكن أن يؤدى ذلك إلى شعور بالانفصال عن العالم المادى مصحوبًا بإحساس حقيقى بالعالم الآخر”.
وتابع العلماء، أن “هناك ما يؤكد أن الموجات فوق الصوتية يمكن أن تحدث حالة متغيرة من الوعى، مما يؤدى إلى تجارب بصرية غير حقيقية ورؤى نفسية”، وتساءلوا: “إذا كان هذا صحيحًا، فهل كان بناة الهرم فى مصر القديمة يدركون بعض الأشكال المعبرة جدًا لتكنولوجيا الصوت، ويدركون أيضا مدى تأثير الموجات فوق الصوتية على أنظمة جسم الإنسان…..؟!، وهل هذا هو السبب فى أن الطريق المسدود فى الغرفة الفرعونية تم تصميمه عن عمد لتوليد الموجات فوق الصوتية……؟!
نستنتج من ذلك أيضا أنه يمكن القطع بأن سر الهرم الأكبر حكمًا لن ينجلي إلا إذا أعيدت قراءة واكتشاف العديد من الحلقات المفقودة في تاريخ الحضارة الفرعونية القديمة، مع التوقف أمام علامة الاستفهام بين الهرم الأكبر وطوفان نوح، وهل كان الهرم الأكبر قائمًا قبل هذا الطوفان…..؟!، وهل بقي بعده كحلقة وصل ما بين البشريين قبل ذلك التاريخ وبعده أم لا…..؟!
بمعني أنه لا شك في أن الأهرامات التي شيدها قدماء المصريون، واحدة من عجائب العالم، من روعة البناء والتصميم إلى الشكل الهندسي المميز، ناهيك عما تحتويه من أسرار أخرى سعى عديد العلماء للتعرف عليها، وعلى الرغم من مرور حوالي 5 آلاف سنة على بناء الأهرامات، لكن مازال هناك العديد من الأسرار التي لم يتم اكتشافها بعد، ونستعرض بعض هذه الأمور العجيبة عن هرم خوفو، وفقا للفيلسوف والطبيب والكاتب الشهير مصطفى محمود:
– الهرم الأكبر “خوفو”، مكون من 2 مليون و600 ألف قطعة حجر عمرها 5 آلاف سنة، متماسكة جميعا حتى الآن بدون أسمنت.
– وزن الحجارة في الهرم الأكبر ما بين 2 طن ونصف الطن إلى 15 طن.
– قطعة الحجر الواحدة في سقف غرفة الملك، وزنها 70 طن من الجرانيب، أي حوالي وزن قاطرة سكة حديد……!!
– ارتفاع الهرم الأكبر حوالي 149.4 متر، بمثابة ناطحة سحاب 148 دور، مما يثير الجدل حول كيفية تصميم هذه الأهرامات، وهو ما يكشف أن العلماء في عصر الفراعنة كان لديهم وسيلة سرية وعلمية خاصة لإلغاء الجاذبية الأرضية في منطقة معينة، ما يعني أن أي وزن يصبح مثل “الريشة”، وهي حقائق التعجيزية، ومن الحسابات العجيبة، أن نسبة محيط الهرم الأكبر مقسومًا على ارتفاع الهرم يساوي 3.14، كذلك في غرف الملك خوفو، نفس النسبة 3.14، التابوت الخاص بالملك أيضا 3.14، وهذا ليس مصادفة، في التصميم والهندسة، وهذا أيضا سر خاص بالفراعنة.
– ارتفاع الهرم 149.4 متر، والمسافة بين الأرض والشمس 149.4 مليون كيلو متر.. هل هذه مصادفة أيضا؟.
– وحدة القياس في الهرم “البوصة الهرمية”، اتضح أنها تساوي “البوصة الإنجليزي” تقريبا.
– مكان الهرم الأكبر في المنتصف تماما بين القارات الخمس.
– الجزء الأمامي من الهرم الأكبر متجه للجهات الأساسية (شمال- جنوب- شرق- غرب)، وليس أي شمال، تحديدا الشمال المغناطيسي وليس الشمال الجغرافي وهذا أمر غير بسيط، ما يكشف عن سر هذا التصميم،
– ممر دخول الهرم الأكبر يشير للنجم القطبي، بينما الدهليز الداخلي يشير إلى نجم الشعرى اليمانية، وهي أنواع لنجوم السماء، ما يثير التساؤلات حول ما إذا كان الهرم الأكبر عبارة عن مرصد.
– الكسوة الجيرية للهرم الأكبر من الأمور البديعة للغاية، لكن زلزال عام 1301، تسبب في سقوط معظم هذه الكسوة من الحجر الجيري، وما تبقى منها تمت سرقته وبني به مصر القديمة وأسوارها، ومساجدها، وبيوتها، وهو ما نراه الآن في هذه البيوت.. ما سبق كان جزءًا من كل عن أسرار الهرم الأكبر.. ( مصادر محلية وعالمية متعددة ).. وللحديث بقية.