من فات قديمه تاه … مثل شعبى مصرى بسيط فى كلماته عميق فى تعبيره ، لعله الان هو انسب ما يمكن ان يقال عندما ترى حال المجتمع المصرى ككل وهو يعانى حالة من حالات التوهان المستعصية ويقف امامها الجميع لا يدرى ماذا يفعل وكانها حالة غريبة ليس لها اصول ولا مقدمات وكان مصر بتاريخها الضارب فى القدم لم يمر عليها ما يحدث الان .
والمتفهم للمعنى ذى تريد ان توصله لنا كلمات هذه الحكمة القديمة انه وببساطة شديدة لا يستطيع انسان ان يعيش بمعزل عن ماضية ( قديمه) ، فما بالانا بالامم والشعوب والمجتمعات وخصوصا تلك التى تمتلك ماضى يجعلها هى التى تقود المستقبل وليس فقط بالاكتفاء باستشراقه.
لقد كثرت فى الاونة الاخيرة الحديث عن مستقبل مصر .. الدولة.. المجتمع .. المواطن البسيط ؟! ، ولكن وللاسف الشديد كان غالبية الردود على هذا السؤال الهام جدا تتعامل مع المستقبل كحالة فردية خاصة ليس لها اواصل سابقة عليه وكاننا بين ليلة وضحاها سنصل الى المستقبل ، ولكن على النقيض تماما فاستشراق المستقبل والتنبؤ به لا يتم الا باتامل فى الماضى من اجل حاضر اكثر نضجا يؤدى بالضروة الى مستقبل اكثر وضوحا واستشراقا .
وكما يعلم الجميع وكما تعلمنا ان الحاضر الذى نحيا به الان والمستقبل الذى نريده ان يكون هما فى اشد الحاجة الى الماضى الذى كان وليس العكس ، فالماضى هو عبارة عن الخبرة الغزيرة الناتجة عن احداثنا _ باجابيتها وسلبيتها – والتى هى السبب فى حاضرنا وترسم مستقبلنا .
ولهذا كان حتما علينا الان فى هذا الظرف من تاريخ الوطن ان نستقرا الماضى وان نرجع الى الرصيد الكبير من الخبرات المتراكمة فى تاريخ مصر العظيم والوقوف على عوامل النهوض وابرازها ومحاولة معالجة الاخطاء حتى لاتتكرر مرة اخرى .
وماليتم ذالك الى بالاستعانة بالخبراء من المؤرخين المحققين فى تاريخنا لكى يلعبوا الدور المنشود بهم فهم كنز عظيم فى هذه اللحظة الفارقة لكى يقدموا لنا روشتة علاج تاريخية لمصرنا الغالية التى مرت باحداث جسام من قبل واستطاعت التغلب عليها وستطيع باذن الله .
فالنتخيل معا مصر بعد ان عالجت ماضيها وتفهمت مابه من دروس وعبر وتفادت فى حاضرها تلك الاخطاء ، ماذا سيكون عليه المستقبل المصرى ؟!! الاجابة حتما ستكون حاضر مشرق ومستقبل اكثر اشراقا .