في مقالي السابق تحدثت عن الجمهورية الجديدة وأنها ليست فكرا طوباويا أو مثاليا إنما يفترض أنها تتعامل مع الواقع بكل ماله وما عليه وأبرز الأمور التي يجب أن تميز جمهوريتنا الجديدة هي ضرورة عودتنا لنسق قيمي من وحي حضارتنا وأدياننا السماوية وأخلاقيات وتراث المصريين عبر آلاف السنين!
وأقول ان فرحة المصريين اداء المنتخب في الكاميرون بقيادة اللاعب المتميز محمد صلاح حتى المباراة النهائية بغض النظر عن الفائز بضربات الترجيح هي نتاج إرادة شعب علم أبناءه كيف يقبل التحدي في أشد وأصعب الظروف وتلك قيمة مهمة لا تقتصر فقط على مجال الإحتشاد الشعبي في الوقوف خلف منتخبنا الكروي بل الإرادة قيمة يجب أن تراها في كل مظاهر حياتنا نحن المصريين ! فيما نؤكد أن شعور الالتفاف حول علم مصر يخلق حالة إنتماء وحب للوطن وهي سمة مميزة لهويتنا الوطنيه ما يجعلنا نؤكد أن المنتخب خسر بمذاق الانتصار ولن تات الرياح دائما بما تشتهي السفن لكنها تصل إلى بر الأمان !
ولهذا أرى أن تعميق الهوية أمر يدعم التوجه نحو الجمهورية الجديدة بعبارة ٱخرى إن البحث عن الشخصية المصرية ( الجديدة – القديمة ) يُمكن من خلق المجتمع النموذج القادر على الإنجاز !
ومن ثم إن العودة للقيم الغائبة تعني بعثاً لهذه الشخصية التاريخية في كل مناحي الحياة رغم التحديات والضغوط خاصة ان ديدن المصريين أنهم يستيقظون ويقدمون أفضل ما عندهم في اوقات المحن والزمان !
هكذا علمنا التاريخ عبر حقبه المختلفة ان مصر قادرة وقدرتها في تخطي محنتها مهما كانت وطأتها ولنا في نكسة 5 يونيه عام 1967 المثل الأوضح !
واتصور أنه إذا أدرك صناع القرار على المستويات كافة هذه الحقيقة فانهم يكونون قد وضعوا ايديهم على سر عظمة المصريين وبالتالي اتفق مع الرأي الذي يقول إن أحد أسباب إرتقاء مصر فوق الصعاب والمحن هو ان شعبها بلا نزعات قبلية أو عرقية!
إن شعب مصر نسيج واحد يجمع كل شركاء الوطن على قلب رجل واحد اذا توافرت الارادة !
ومن خلال البحث في مقاربات مقارنة مع غير المصريين من الشعوب الاخرى نكتشف ان التوحد المصري موجودا منذ دعوة اخناتون التوحيدية حتى انتصار جند مصر في حرب العبور اكتوبر عام 1973!
وساهم هذا التوحد بمعنى التناغم والتناسق في اعطاء مصر القدرة على قبول اي تحدي تواجهه داخليا أو خارجيا ولنا في كيفية التصدي لحكم الجماعة الارهابية عام 2013 اكبر المثل على اخراج مصر من نفق الظلام والظلاميين من خلال قيام ثورة ال 30 من يونيه !
خلاصة القول اذا اردنا انجاح الفكر الجديد علينا أن نغوص في أعماق مصر فنتناغم معها ونتفاعل مع ابنائها ونرسم معالم جمهوريتنا الجديدة!