الموقف على الحدود بين روسيا واوكرانيا يتصدر معظم نشرات الأخبار في وسائل الاعلام الإقليمية والعالمية وفيها يدلي المحللون بدلوهم محذرين من غزو روسي وشيك للدولة السوفيتية السابقة وموضحين أن العالم ربما على بعد قاب قوسين أو ادنى من نشوب حرب عالمية ثالثة !
حقيقة هناك مأزق اوكراني ينزلق إليه الأطراف كافة فروسيا ترى أن هناك تهديدا غربيا لأمنها القومي جراء عزم حلف شمال الاطلسي ( ناتو ) ضم كييف إلى الحلف !
ولهذا تعتقد موسكو أن هذه الخطوة تمثل اخلالا بالتعهدات الغربية الأمنية الخاصة بالحفاظ على استقرار دول الاتحاد السوڤيتي السابق !
ويرى الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أن حكومة بوتين تلعب بالنار لأنها هي التي تريد التوسع والهيمنة على حساب الشعب الاوكراني وما قام به الناتو هو تلبية لطلب حماية من الرئيس الاوكراني زيلنيسكي! وبالتالي يرى الغرب في استعراض القوة الروسية على الحدود تهديداً لأمن واستقرار الدولة الأوكرانية ومن وجهة نظره أيضا تهديداً لمصالح أوروبا وامريكا في المنطقة!
لكن في الوقت نفسه ترى الأطراف كافة روسيا واوكرانيا والولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي أن تدارك تصعيد الموقف والخروج من المأزق الاوكراني مازال ممكنا عن طريق مزيد من تفعيل الجهود الدبلوماسية خاصة أننا يجب الوضع في الإعتبار أن ثمة مصالح روسية أمريكية مشتركة تحول دون التورط في حرب غير محسوبة العواقب في أوكرانيا !
وهناك سوابق تؤكد هذا التحليل في مناطق صراعات ٱخرى مثل افغانستان والعراق وسوريا تمر بمراحل تورط ثم مواجهة ثم اتفاق على حد ادنى لضمان تحقيق المصالح المشتركة !
كما نؤكد حقيقة يغفل عنها كثير من المحللين أن عالم اليوم تجاوز الحروب الكلاسيكية النظامية الى حروب الأجيال الرابعة والخامسة والسادسة التي تدار بالوكالة أو عن بعد بدون تحريك جنود أو معدات!
وما يتم مشاهدته على مسرح الأحداث في منطقة الحدود الروسية الأوكرانية من حشود عسكرية لا تعدو ان تكون إلا ممارسة حالة من الردع ليس إلا !
ونلاحظ انه رغم البعد الدولي للصراع الروسي الغربي في أوكرانيا هناك صمت سلبي وترقب غير مكترث من المنظمة الأممية المعنية بالأمن والسلم الدوليين متمثلة في الأمم المتحدة ومجلس الأمن!
وبالرغم من اعتقادي أن الأزمة الأوكرانية ستنتهي بالتوصل الى حل توافقي المستفيد فيه سيكون الطرف الاوكراني بالدرجة الأولى إلا أنني أُحذر من أن العزف المستمر على نغمة الحرب
قد يؤدي الى الوقوع في ما لايحمد عُقباه في حال اتخاذ أي من الأطراف المتورطة في المأزق الاوكراني قراراً غير مسئول!