أخبار عاجلة
مجمد يوسف العزيزي

محمد يوسف العزيزي يكتب..: في اليوم العالمي للراديو.. هل تعود الإذاعة المصرية كما كانت؟

في عام 2011 أعلنت الدول الأعضاء في اليونسكو اعتبار يوم 13 فبراير يومًا عالميًا للراديو (الإذاعة) للاحتفال بمرور أكثر من قرن على ظهور الراديو كوسيلة للتواصل ووسيط لنقل الأخبار والحكايات والأحداث إلى أماكن بعيدة، وإرسال رسائل ذات محتوى ثقافي ودعائي وترفيهي وتحذيري لأكبر عدد سكان يقع في حيز الإرسال.

وفي مايو القادم تحتفل الإذاعة المصرية بعيدها الـ88؛ حيث بدأ إرسال الإذاعة المصرية عندما انطلق صوت المذيع أحمد سالم مفتتحًا البث الإذاعى قائلا: “هنا القاهرة.. سيداتي وسادتي.. أولى سهرات الإذاعة المصرية فى أول يوم من عمرها تحييها الآنسة أم كلثوم”.

ومنذ ذلك التاريخ بدأت مسيرة الإذاعة لتؤدي أدوارًا مهمة على كل الأصعدة الوطنية والثقافية والاجتماعية والتعليمية بشبكاتها التي زاد عددها بمرور الوقت.

الحديث عن ريادة الإذاعة المصرية لا ينكره أحد.. بل يشهد له القاصي والداني؛ سواء كانت الريادة في المحتوى أو في الكوادر التي تعمل أو في السبق الذي تحقق علي مدي عقود مضت مما جعل للإذاعة المصرية شخصية متميزة.. ووصل هذا التميز إلي أن المستمع لو أدار مؤشر الراديو لأي شبكة من شبكاته يستطيع أن يميزها دون أن يعرف اسمها.

هذا التميز تحقق بعد جهد جهيد من صناعة محتوي، وفورمات برامج، وتميز صوتي لمذيعين شكلوا وجدان المستمع، وخلقوا حالة عشق بينه وبينهم، ودرجة مصداقية عالية في استقبال الرسالة بوضوح ودون تشكك.

الحقيقة أن هذا الدور وهذه الريادة تراجعت منذ فترة لأسباب ليس مجاله الخوض فيها الآن – وربما بعد الآن – حتي لا نخلق حالة من الجدل والاستقطاب لا عائد من ورائها، ولن تفيد لأن ما حدث قد حدث!

بعد ثلاثة أشهر نحتفل بعيد الإذاعة المصرية، وبسبب حبي وولعي الشديد كمستمع للراديو، وحرصا علي أن تسترد الإذاعة وشبكاتها المتنوعة ريادتها التي بنتها في عقود أري من الواجب أن أشير – كمستمع – لبعض النقاط التي أدت إلي هذا التراجع منها علي سبيل المثال:

فقدت الشبكات الإذاعية ما كان يميز كل شبكة منها عن الأخري فصار بعضها مسخا مشوها أفقدها التواصل مع مستمعيها بمرور الوقت .

اختفت برامج كانت علي شبكة البرنامج العام علامة وقيمة تجمع الأسرة وتشيع حالة من التواصل بين أفرادها ) عائلة مرزوق .. كلمتين وبس ) مثلا ، وكلاهما صالح لبثه في كل وقت وحين.. واختفت الصور الغنائية (عواد باع أرضه .. معروف الإسكافي .. الدندرمة .. عوف الأصيل) وغيرهم من البرامج الناجحة، والدراما الهادفة .. ومن أسف لم يستطع القائمون علي شئون الإذاعة تقديم أحسن منها أو مثلها.. وما حل محلهم غالبا محتوي لا يرقي!

منذ ذلك الحين بدأت الإذاعة تخرج من المنافسة رغم أهميتها ورغم أن بها من الكفاءات والقدرات التي تجعلها تعود من جديد للمنافسة واختطاف الأذن.

إذا كانت الإذاعة غير قادرة علي انتاج برامج ودراما كتلك التي تعلمنا منها الكثير في الوطنية وحب الوطن وترسيخ قيم الجمال والحب والعدل والعمل في قوالب درامية جادة وترفيهية منضبطة ورسائل واضحة مباشرة ومبطنة في سياق لا يتعارض مع التقاليد وقيم المجتمع بلا لفظ يؤذي الأذن قبل القلب والعقل ..

فلا أقل من إعادة تقديم كنوز الإذاعة وبثها علي المستمعين بكثافة بدلا من حجبها أو التفريط فيها أو ضياعها كما ضاعت كنوز من قبل !

دور الإذاعة المصرية علي الصعيد الوطني والعربي مهم للغاية خصوصا في هذه المرحلة، كما كان دور الإذاعات الموجهة لإفريقيا بلغات ولهجات متعددة.. الذي لا أدري إن كان ما زال قائما أم لا خصوصا الإذاعات الموجهة بلغات سكان القرن الإفريقي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *