أخبار عاجلة
إسراء عبد الحافظ

إسراء عبدالحافظ تكتب… التنويريون المتطرفون والدينيون المتطرفون “وجهان لعملة واحدة”

منذ أيام دراستي في الجامعة وكنت أعمل علي موضوع بحثي عن حقوق المرأة ودورها في المجتمع وهذا لأنني كنت مهتمة بهذا الموضوع وكنت أقرأ وأطلع كثيرا جدا فيه من كافة الجوانب وهذا يرجع للشعور بالشك الذي انتابني في تلك الفترة بسبب أمور خاصة ومواقف تعرضت إليها منذ الصغر بأن الأديان والإسلام ظلم المرأة في حقوق كثيرة من حقها أن تمارسها كإنسان حر والحقيقة انتهيت ببحث كبير جداااا شامل جامع في هذا الموضوع ويوجد فيه جزء خاص بحقوق المرأة في الأديان والشرائع ومن ضمنها حقوق المرأة والمساواة والتمييز بينها وبين الرجل في الدين الإسلامي وتناولت فيه كافة الحقوق التي كفلها الدين الإسلامي للمرأة وتقديره للمرأة وتمييزه لها علي مر العصور الإسلامية بأدلة وبراهين تعلمتها من بعض علماء الدين مع إطلاعي علي كتب كثيرة تتحدث عن أن الإسلام دين يحفظ للمرأة كرامتها واحترامها وحقوقها كاملة في كل شئ وهذا لأنني كنت حريصة أن أعرف حقا هل أن الإسلام والأديان كرمت المرأة أم هي شعارات فقط ووجدت أنه كرمها وحررها حرية كاملة في حياتها أكثر من أي شخص ينادي بحرية وكرامة وحقوق المرأة كما رأيتها في كافة النظريات الماركسية والنسوية وغيرها من النظريات والحركات التي طالبت بتحرير المرأة ونادت بحقوقها والتي فيها بنود كثيرة تظلم المرأة..
ولكن ماذنب الدين فيما نجهل أنا بحثت وتعلمت واستخدمت العقل حتي أدركت وفهمت..
وكنت كالعادة أود في معرفة رأي أساتذتي في هذا المشروع البحثي فكان من ضمن هؤلاء الأساتذة دكتورة متخصصة في قضايا المرأة والدفاع عن حقوقها فقررت أن أعرف رأيها في مشروعي الذي قمت بكتابته وكنت سعيدة بأنني قمت بإعداد هذا المشروع الذي كان يعد نقلة كبيرة في طريقة تفكيري إلي حد كبير وبنيت علي أساسها خطوات كبيرة في حياتي العلمية والعملية فالموضوع نال إعجابها كثيرا وقرأت سريعا أغلب عناصر فصوله وكانت معجبة إعجاب شديد به وبطريقة السرد والكتابة حتي أن قالت لابد وأن أناقش وأعلم وأضيف لكل زملائي ماكتبته وأعددته لانبهارها به وفجأة عندما جاءت عينيها علي باب حقوق المرأة في الإسلام وتغيرت ملامح وجهها لحدة وعنف شديدين لا أستطيع وصفهما ولم أستطع أن أمحي رد فعلها هذا من ذهني حتي الآن وقامت بتقطيع أوراق هذا الباب بقوة وبسرعة شديدة وكأنها كانت تنتقم من الإسلام في بحثي وكنت وقتها لم أدرك لماذا فعلت هذا التصرف وأنا لست بمخطئة فيما تحدثت فهل يعقل أن أتحدث عن النظريات الغربية والحركات الوطنية والنسوية في الدفاع عن حقوق المرأة وأترك الأديان والإسلام التي تقوم عليها المجتمعات العربية التي نعيش فيها حتي أدركت فيما بعد أن بعض الأشخاص الذين يدعون التنوير والحرية هم مجرد كارهيين حاقديين علي الأوطان العربية وعلي الأديان والشرائع التي أنزلت من الخالق عز وجل مثل هذه الدكتورة “ل.ع” فأدركت وقتها بأن المتطرفيين في الدين والإرهابيين ليسوا هم وحدهم أعداء لأوطانهم ولشعوبهم ولدينهم ولكن هما والتنويريين المتطرفيين يحملان نفس الهدف والنتيجة التي يريدون أن يصلوا إليها وهو التحكم والسيطرة علي الشعوب والعقول بأفكار مشوهة تهدم قيم مجتمعات وتدمر عقول شباب بفكر غير معقول فهمه فهم يحملان نفس السلاح وهو التخريب في الأوطان والأديان هؤلاء بهدف القضاء علي التطرف والتشدد وهؤلاء بهدف القضاء علي الإلحاد والمرتديين وكأننا في غابة لايحكمها قوانين ولا نظام ولاقيم فهؤلاء هم من يسعون في الأرض للفساد والخراب والدمار هؤلاء ممنهجين وموجهيين وبشدة والتي تحميهم منظمات حقوق الإنسان الدولية فهي التي تحمي التنويريين المتطرفيين والدينيين المتطرفيين أيضا بهدف واحد فقط لا غير وهو الإستيلاء علي الوطن العربي بكل ثرواته وخاصة مصر بعد تدمير عقول شعوبه وتشويه أفكارهم ومعتقداتهم بعد تشكيكهم في ثوابت الدين والقيم المجتمعية الوسطية التي تعد من أساسيات هذه الحياة وثقافة وهوية هذه الشعوب..
فلنلقي نظرة علي حق الكد والسعاية الذي طالب به الإمام المجدد شيخ الأزهر والذي هو أصل أصيل من أصول الدين كبند من بنود كثيرة هدفها الحفاظ علي حقوق المرأة وغيره الكثير والكثير من الحقوق التي لم تطبق لم أعرف ما ومن السبب في عدم تطبيقها وهي ركائز أساسية ولكن أنا واحدة من الناس التي تعلمت وعرفت حقوق المرأة في الإسلام وكافة الشرائع والأديان بشكل صحيح دون تشويه ومن يقرأ ويطلع يفهم ذلك جيدا لهذا لا تصبح المشكلة في الدين والعقائد ولكن المشكلة فيمن يخططون المخططات لتدمير الشعوب العربية بغرض تحقيق أطماعهم وأهدافهم الخاصة تحت لواء العولمة والحريات والثقافة الغربية وأيضا من جانب آخر تدعم الفكر المتطرف الإرهابي تحت لواء الدين فهما وجهان لمخطط صهيوني واحد وأيادي واحدة كل هدفها خلق فتن وصراعات من كل شكل ونوع لمحو الهوية الوطنية والثقافية والمجتمعية والدينية للشعوب العربية لسهولة التحكم والسيطرة للإستيلاء عليها بمصطلح الشرق الأوسط بديلا لمصطلح الوطن العربي والحريات ولم يدرك هؤلاء أن الحريات أيضا ركيزة أصيلة ومتأصلة في جميع الشرائع والأديان وأنهم يريدون أن ينسبوا إليهم أنهم دعاة الحرية وهذا الهدف المعلن ولكن الغير معلن هو طمث الهوية العربية والدينية..
أؤمن بالحرية منذ أن خلقت أؤمن بها في كل شئ وخاصة حرية الإعتقاد ولكن الحرية المصاحب لها احترام معتقدات الغير وعدم التشكيك أو السب أو الإهانة لأي معتقد أو دين أو رمز يخالف اعتقادي أطبق قول الله تعالي ” لكم دينكم ولي دين ” وهذا دليل علي أن الإسلام دين يؤمن بالحريات ولم يجبر ولا يرغم أحد علي اعتناقه فهو دين يدعو للكرامة والعدالة الإنسانية إذن أجد أن الحرية ليست بجديد بل هي عقيدة راسخة من عقائد الأديان ولكن هؤلاء الكاذبون المدعون يؤمنون بحرية المال في امتلاكه علي حساب الإنسانية والشعوب البشرية وتشويه العقول وتدميرها بالسيطرة علي كافة وسائل الإعلام العالمي والفنون والثقافة أؤمن بالحرية التي لا تهدم المجتمعات ولا الشعوب أؤمن بالحرية التي تحفظ كرامة الإنسان ومعتقداته وأفكاره فمن يحب أن يغير دينه أو اعتقاده هو إنسان عاقل حر ولكن لا أتفق مع من يسعي للتشكيك في ثوابت أديان وعقائد أخري عن طريق الصراعات المدمرة التي لا تجلب إلا الفتن والخراب أؤمن بأن الحرية صفة من الصفات الإنسانية الحميدة التي تجلب الخير والسلام للشعوب لعلنا نعقل وندرك ونفهم المخطط جيدا..
 
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *