قال احد المحللين الاقتصاديين إن صندوق النقد الدولي يشترط المزيد من تخفيض قيمة الجنيه للموافقة على اقراض مصر.
أيا كانت صحة هذا الخبر من عدمه فهناك المؤيديين لهذه الخطوة وهناك المعارضين لها و لكل أسبابه.
وكل هذه الامور تشكل خطوات عارضة امام حقائق ثابته هي التي يجب التعامل معها.
فتدهور الجنيه لايدل إلا على تدهور الإقتصاد المنتج.
ولقد جرى هذا خلال سنوات طويلة حذرنا خلالها بكل قوة ودون جدوى في ظل تدهور غير معلن للجنيه المصري .
لايوجد دواء واحد سحري وفوري لمرض مزمن.
هذا هو المبدأ دون أن نجادل في جدوى أي حل.
الآن واخيرا يدركون إن الإقتصاد المنتج هو الطريق الصحيح.
ولكن هذا طريق وليس حلا فوريا.
الحلول الفورية تحت ضغوط ساحقة غالبا ما تكون مرتبكة وذات أثار سلبية طويلة المدى.
لابد من مجلس اقتصادي يضم خبرات وطنية و أجنبية محترمة يبدأ ببحث حلول عاجلة ثم يقر استراتيجية وسياسات تلتزم بها الدولة بعيدا عن وهم المهارات الفردية في منظومة الإقتصاد بالغة التعقيد.
من ناحية اخرى ا ذا اصررنا على التعامل مع صندوق النقد الدولي الذي يشترط
تخفيض سعر الجنيه مقابل منح القروض من فعلينا ان نعلم حقيقة هامة !
نحن امام تاجر جشع له اهداف غير مساعدة الدول على تجاوز أزماتها الاقتصادية تاجر هو في الحقيقة مرابي محترف يعرف من اين يؤكل الكتف؟
والسؤال لماذا لا نفكر في التعامل مع جهات لديها تقدير لظروف الشعوب؟
حتى مثلا لو انشانا منظمة الخليج للتعاون والتنمية او منظمة عربية للتكامل الاقتصادي وتم ضخ المليارات العربية فيها بغرض الاستثمار وتحقيق الاستفادة للجميع بلا غرض او تسييس !
نقول هذا لانه يجب ان تتغير اليات النظام الدولي في ظل متغيرات ما بعد حرب اوكرانيا وفضح عورة النظام العالمي ذي القطب الواحد!
وشيئ بالشئ يذكر لابد من استبدال الامم المتحدة التي انتهى عمرها الافتراضي بمنظمة جديدة تخرج عن الوصاية والهيمنة الامريكية مقرها اي دولة محايدة لا تتعامل بسياسة الكيل بمكيالين !
منظمة تقوم على تعظيم مبادئ العدالة بين الامم والشعوب وتسعى الى السلام لا الهيمنة او السيطرة وتعتمد التعاون الدولي اساسا للعلاقة المثلى بين اعضائها ربما قبل فبراير ٢٠٢٢ كانت مثل هذه الافكار من باب الاحلام غير قابلة التحقيق اما اليوم نرى ان معظمها ان لم يكن كلها ومع تشكل معالم النظام العالمي الجديد وفي اجواء الضرر التي تعرضت لها منطقة الشرق الاوسط بعد الحرب الروسية الأوكرانية نقول باتت افكار تتجاوز المناقشة الى مرحلة الخروج الى النور !