ان واقعية هذه المقولة الشافعية توضح لنا وتحلل مجتمعيا ما آل اليه واقعنا الاجتماعى فى العصر الحالى فيدهشنى كثيرا امتعاض البعض من اخبار السوشيال بتزايد أخبار الجرائم كالقتل, وهى فى الواقع أول جريمه عرفها البشر.
ما الجديد اذن حتى نترك ما فى ايدينا ونتطرق معا لحوادث القتل..؟!
يا سادة القتل والسرقة والشر موجود وبكثرة فى كل المجتمعات ولكن ما نعانيه حقا هو الفراغ الاعلامى والثقافى والفنى, فالجماهير لا تجد ما تتحدث عنه يا سادة… الجماهير لا تجد اعلاما يوجهها يا سادة….الجماهير لا تجد فنا يهذبها يا سادة…
الجماهير لا تجد تواصلا جماهيريا حقيقىا يقود فكرها نحو الرقى والتحضر, لقد تركت الساحة للأدني والاحقر والاجهل ليصير إماما, ما يحدث الان لا يحتاج الى قوانين بقدر ما يحتاج الى فنان واعلامى ومثقف قدوة ومعلم, فالوقاية خير من العلاج.
الاعلامى هو من صنع تريند الموت حين صمت لسانه, والفنان هو من صنع تريند القتل حين رفع رايه استسلامه, لنري الجميع يصرخ الاعدام لقاتل الفتاه, الم تنتبهوا بأن القاتل شاب جامعى يعى جيدا أبعاد جريمته ولكنه فقد احساسه بالعقوبة القانونية, وفقد ايمانه بالعقوبة الربانيه لقد آمن الشاب العقاب كما يرى فى الافلام والمسلسلات بأن البطل يقتل ويسلب ويفوز بالبطلة فى المشهد الاخير, لقد آمن العقاب كما علموه فى تريندات الوهم الاجتماعى و “التيك توك”, ونمبر وان, ومن آمن العقاب أساء الأدب مع اهله و أساء الادب مع رجولته وأساء الادب مع عقيدته وايمانه.
مسكين هذا الجيل اين له بمن يعيده الى فطرته الانسانية النقية, و قيمه المصرية الأصيلة, والمعنى الحقيقى للرجولة, لقد فقد من يربيه ويعلمه كما تربت الاجيال السابقة التى تربت على “حضرة المحترم ابى و العلم والايمان…الخ”, وغيرها من تلك المائدة الضخمه من الاخلاق والقيم, لقد فقد هذا الجيل معنى الحياة قبل فقدانه لرهبة الموت ولقاء المولى عز وجل.