تحرص جميع الدول علي إنشاء وإدارة مؤسسات إعلامية تعبر عن هويتها الوطنية وتكون لسان حالها في الداخل والخارج، وهو ما يطلق عليه " إعلام الدولة"، وهنا يجدر التمييز بين إعلام الحكومة الذي يسعي للترويج لسياساتها وتعظيم إيجابياتها والتجاوز عن سلبياتها، وبين إعلام الدولة الذي يعبر عن كل أطيافها من حكام ومحكومين، أغلبية ومعارضة، حكومة وأحزاب ومجتمع مدني، جماعات وأفراد. يتسع إعلام الدولة ليعبر عن مجمل الأفكار والآراء والتوجهات والطموحات وكافة مخرجات الرأي العام، سواء المؤيد أو المعارض، الإيجابي أو السلبي، المملوك للحكومة أو القطاع الخاص أو المجتمع المدني، طالما ينطلق من أرضية وطنية تستهدف الصالح العام. وبالرغم من أن وظائف الإعلام الأساسية هي الإخبار والتثقيف والترفيه، غير أن الوظيفة الإخبارية تحتل الصدارة بين هذه الوظائف بما تنطوي عليه من بث الأخبار الفورية، وشرحها، وتفسيرها، وتشكيل رأي عام موحد ومتماسك حول القضايا ذات الأولوية في مختلف المجالات. معني ذلك أن الوظيفة الإخبارية بمثابة خدمة عامة تستهدف إحاطة المواطنين علما بالأحداث الجارية في الداخل والخارج، وتفسير هذه الأحداث في ضوء توجهات الدولة ومصالحها الوطنية، وبالتالي فإن الأخبار ليست سلعة قابلة للبيع والشراء كما هو سائد في الإعلام الغربي، ولكنها خدمة لتعزيز وعي المواطنين. إن فكرة نقل الأخبار إلي أكبر عدد ممكن من الناس، في أسرع وقت ممكن، كانت ومازالت هدفا أساسيا لكل المجتمعات استجابة لحق المواطن في المعرفة، وهناك أسباب عديدة لشغف الناس بمتابعة الأخبار..
وللحديث بقية…