وضوع يشغل الراي العام خاصة مواقع التواصل الاجتماعي بشأن ما يشاع عن بيع مبنى الاذاعة والتليفزيون المعروف بمبنى ماسبيرو والذي يعتبر احد معالم القاهرة مثل برج الجزيرة واهرامات الجيزة وقناة السويس واتذكر عندما كنت صغيرا بالمدرسة في حصة الرسم كان هذا المبنى قاسم مشترك في رسوماتنا عن ملامح مصر الثورة وتمر الأيام والاعوام ومازال مبنى ماسبيرو قائما على نيل مصر الخالد وإن كانت عوامل الزمن قد ظهرت عليه فتغير لونه وبهت شكله باختصار شابه بعد الشيب العجز أما عن الداخل آخر مرة زرته كانت منذ سنوات عندما دعيت للحديث في احد البرامج ولست ادري شعرت ان طرقاته ودهاليز المبنى التي كانت خلية نحل ليل نهار أصبحت حزينة خالية والاضواء الخافتة فيها باتت سيدة الموقف وتكاد تشكو الجدران من الإهمال ولا تملك غير النوستالجيا الحنين للماضي عندما كان هذا المبنى رمزا للحرية والعزة والكرامة ويمد مصر والعالم العربي بأعمال اعلامية ودرامية مازال العقل الجمعي العربي شاهدا عليها ويتمتع بها كلما اعيدت ويقارن بين ماكان ومااصبح !
والحقيقة رغم إعلان الهيئة الوطنية للاعلام ان ماسبيرو باقٍ وإن الموضوع ليس سوى انشاء مقر جديد للهيئة في العاصمة الادارية الجديدة إلا ان المزاج العام يميل الى تصديق خبر البيع وساعد على ذلك ان احد الإعلاميين المقربين من دائرة صنع القرار قال بشكل مباشر النقل ( لم لا ) BBC البريطانية نقلت من مقرها القديم ( بوش هاوس) الى مقر جديد وانا شخصيا زرت المقرين القديم والجديد ولاحظت ان بوش هاوس لم يحال للتقاعد وتقدم منه عندما زرته خدمتي البث الاذاعي باللغة العربية و الاون لاين ! ما يعنينا ان التلميحات الإعلامية التي لا تستند الى قرار أو مصدر رسمي تساهم في توسيع دائرة الشائعة وتحدث صدى في السوشيال ميديا يضعف اي مبرر رسمي قد يصدر كرد فعل وكنت اتصور ان يسارع الأستاذ حسين زين بالحسم كفعل وليس ردا للفعل !
حيث اختطلت امامي ثلاثة مفاهيم البيع والنقل والتطوير سوف استبعد على الاقل -الآن – الأول والثاني وتبقى فكرة تطوير وتجديد مبنى ماسبيرو شكلا وموضوعا وهو البديل الأفضل بالنسبة لي بأيدي وطنية وليس بتكليف اي جهة غير مصرية تتولى مهمة تطوير هذا المبنى الذي اصبح جزءً من تراث المصريين ومن حقهم ان يبدون رايهم في تجديد واحد من أعرق وأجمل مباني العاصمة