في المقال السابق تساءلنا إلى متى ستستمر عوامل ازكاء الصراع في العالم بشكل يؤدي إلى اختلال توازن القوى الدولي بما يقود إلى انتشار ( الرعب النووي ) بعد ان خرجت بؤر التوتر الى مناطق في العمق الأوروبي بدلا من الشرق الأوسط( الاقليم التقليدي) للصراعات والاحتقان في العلاقات الدولية ؟ !
اجابة السؤال بيد موسكو وواشنطن اللتين من الناحية العملية يقودان الصراع في العالم وخطورة الموقف ليست في الصراع لانه موجود منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وإن اختلفت اشكاله نقول الخطورة في التوظيف الخاطئ لادوات الصراع من كلا اي من الجانبين ونرى ان الحسابات غير الدقيقة قد تؤدي الى اتخاذ قرارات تدمر البشرية في السبعين سنة الأخيرة كان الظاهر انهما يتصارعان لكنهما يتفاهمان وبينهما قنوات اتصال تؤمن عدم حدوث مواجهة بين القطبين لكن بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 قررت الولايات المتحدة الأمريكية ان تصبح القطب الاوحد في العالم وتناست ان به قوى عظمى لها تآثير في العلاقات الدولية بشكل أو باخر غير روسيا مثل الصين والاتحاد الأوروبي!
إن النظام الدولي الآحادي أضر بمصالح الدول الأوروبية وظهر هذا جليا بعد فترة قصيرة من نشوب الحرب الروسية الأوكرانية وفرض العقوبات على موسكو!
نجد أن النتائج السلبية سواء للحرب أو العقوبات أثرت على دول الاتحاد الأوروبي بالدرجة الأولى إذ قامرت واشنطن بمصالح الحليف التقليدي لها وهو دول الاتحاد الأوروبي وهو الأمر الذي لم يدركه الاوروبيون إلا بعد فوات الاوان ما أدى إلى سقوط حكومات أوروبية وتنامي مد اليمين العنصري الشعبوي المتطرف في القارة العجوز !
أما الطرف الروسي فقد رفض الهيمنة الأمريكية وقرر التمادي في العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا التي لم تكن سوى الأرض المحروقة في لعبة الصراع بين الدول الكبرى على غرار ماحدث في بعض دول الشرق الأوسط لكن الامر هذه المرة مختلف الناحية جيوسياسية إذ ان بؤرة الصراع اضحت في عقر دار الاوروبيين
وهناك حدثان سيؤثران على النظام الدولي
الحدث الأول، انضمام أربع مناطق جديدة تبلغ مساحتها الإجمالية 110 ألف كيلومتر مربع، إلى روسيا، وهذه مساحة أكبر من عديد الدول الأوروبية؛
والحدث الثاني هو تخريب ثلاثة خطوط من “السيل الشمالي”
Nord Stream
، ما ألغى إمكانية أن تحصل أوروبا، وألمانيا في المقام الأول، على الغاز من روسيا، وبالتالي، استحالة، حل مشكلة النقص الحاد في الطاقة هذا العام.وستنقلب الامور بعد ظهور نتائج التحقيقات خاصة اذا ثبت توقع البعض الولايات المتحدة وراء حادث التسربات في هذه الخطوط
ان هذين الحدثين قد غيرا قواعد اللعبة ويبشران بوقوع أحداث قد تؤثر على النظام العالمي الحالي !
ونتساءل ما تآثير ما يحدث في العالم على العالم العربي في المدي المنظور والمتوسط على اقصى تقدير !