التوكتوك . وسيلة انتقال صغيرة الحجم تستخدم في الأحياء الشعبية وفي المدن الصغيرة انتشر في السنوات الأخيرة حتى وصل انتشاره الى القرى ، ونظرا لصغر حجمه فهو يسهل عملية الإنتقال من أمام البيت إلى أي مكان داخل المدينة أو الحى لمن لا يملك سيارة خاصة ، يستفيد من التوكتوك كبار السن ، والمرضي ، وذوي الإعاقات ، والسيدات الحوامل ومن يحملن مشتروات البيت خاصة من السيدات العاملات من الطبقات المتوسطة ، كذلك من يصحبن أطفالهم الى المدارس والحضانات أو في زيارات الأهل والمعارف في نطاق محل الإقامة . ولأنه حتى الآن لم تصدر له تراخيص فقد يشكل خطرا في بعض الأحيان إذا استغله سائقه في عمل إجرامي يهدد الراكب أو يسبب إعاقة لحركة سير المركبات الأخرى والمشاة إن لم يكن سائقه مجيدا للقيادة وملما بقوانين المرور . لذلك يفضل البعض استخدام عربات ( السرفيس ) رغم صعوبة الاعتماد على هذه الوسيلة لالتزامها بخطوط سير ومواقف محددة ولا يمكنها الدخول الى الشوارع الضيقة والحارات ناهيك عن حالات التكدس المهينة بداخله بأزيد مما يحتمل على عكس التوكتوك .
من هنا نستطيع القول بأن التوكتوك يحل مشكلة كبيرة للمقيمين بالأحياء الشعبية ومدن الأقاليم كما وفر خدمة كبيرة لأبناء الريف والمترددين على القرى من المدن المجاورة لزيارة الأقارب أو للعمل وخاصة من الموظفين والمدرسين الذين يقيمون بالمدن ويعملون بمدارس الريف . فمعظم القري المصرية تبعد عن الطرق الرئيسية الممهدة والمرصوفة بمسافات لا تقل عن كيلو متر أو إتنين فهي رحلة عذاب صيفا تحت الشمس وفي الشتاء من البرد القارس والأوحال . إذن الحل ليس في إلغاء إستيراد التوكتوك أو إيقاف استخدامه . ولكن الحل في ترخيصه قانونيا ووضع شروط الترخيص التي لا يتم إلا بتوفرها .
كتحديد سن السائق فلا يقل عن واحد وعشرين سنة ( مثلا ) ويكون قد أدي الخدمة العسكرية أو أعفي منها أو مؤجل تجنيده ، يتم الكشف الطبي الدوري عليه ، إجراء تحليل المخدرات في أي وقت ، ومن الشروط المقترحة ان يجيد سائق التوكتوك القراءة والكتابة ( حتى لو عن طريق محو الأمية ) ، كما يجب تحديد أجرة عن طريق إدارات المواقف تتناسب مع المسافة أو
تكون بالاتفاق بين الراكب والسائق إذا كان الانتقال خارج المدينة تلافيا لأي خلاف بينهما . ولإستفادة الدولة من التوكتوك كوسيلة مواصلات يمكن ربط ضريبة تتناسب مع متوسط دخل صاحب التوكتوك يتم تحصيلها عند تجديد الترخيص ، على أن تشمل عملية تقنينه فرض عقوبات لأي مخالفات سواء كانت فنية في المركبة أو مخالفة ارتكبها السائق ، وبذلك يكون التوكتوك إبنا شرعيا لوسائل المواصلات و وسيلة آمنة ومريحة لمن يضطر اليها ، فكل من ليس لديه سيارة ( في الاماكن التي ذكرتها ) هو في حاجة الي التوكتوك ..
وللعلم ” التوكتوك ” مازال موجودا في انجلترا حتى اليوم .