أخبار عاجلة
ابراهيم الصياد

ابراهيم الصياد يكتب… (هنا القاهرة ) رسالة مصر للعالم ….

مقولة ترسخ في الأذهان دائما من يولد كبيرا يبقى كبيرا!
أقول هذا قبيل تدشين قناة القاهرة الإخبارية ودعونا أولا نرجو التوفيق للتجربة الجديدة حيث لابد أن تكون هناك قناة إخبارية تليق بإسم مصر .
ولدي هنا عدد من الملاحظات المهنية أرجو استيعابها والعمل بها من قبل المسئولين عن القناة وفريق العمل بها …. ملاحظات دعوني أقول إنها تعد خلاصة خبرة ٤٠ عاما في مجال الأخبار والبرامج الإخبارية !
بداية لابد من دراسة تجارب تمت من قبل تحت مسمى (التطوير) خاصة في تليفزيون الدولة ولم يحالفها النجاح !
هذا يعني أنه يجب البناء على التجارب الناجحة والإستماع الى الرؤى المختلفة خاصة من أصحاب الخبرات في مجال انتاج الأخبار News Production والاستعانة في الوقت نفسه بالشباب القادر على التعاطي مع تطورات الإعلام الرقمي بدقة وتنوع واضعين في الإعتبار أن التميز في التفرد وامتلاك حرية تداول المعلومات من خلال سياسة تحريرية واضحة المعالم لا لبس فيها يعتبر ضمانات
تحقيق ليس فقط النجاح إنما الاستمراية في تقديم خدمة إخبارية عالية المستوى لمتلقي يمتلك الريموت كنترول وقادر على أن يتحول في ثانية إلى القناة الجاذبة المتجددة!

إن الخبر الآن ليس في تغطيته فور وقوعه إنما الخبر الآن في تغطيته لحظة وقوعه !
غير أن هذا الأمر يتطلب شبكة مراسلين محترفين في الداخل والخارج و نقلا مباشرا و سريعا للأحداث ومحتوى جاذبا ومقنعا وتفاعلية على مدار الساعة مع ربط مستمر بموقع القناة على شبكة المعلومات الدولية بعد تراجع تأثير الإعلام التقليدي خاصة في قطاعات الشباب الذي انصرف إلى الإعلام الافتراضي !
ونلاحظ أن ترتيب النشرة لم يعد يعتمد على درجة الحيثية بل يعتمد على درجة الأهمية من منطلق قاعدة الأهم فالمهم !
ونؤكد على أن عصر مقدم البرامج المحاضر لساعات فد انتهى وأصبح المذيع اليوم هو المحاور الحكم العدل بين الآراء المتعددة الذي يستطيع أن يتعامل مع الضيف بحرفية واحترام ! وبالتالي يجب تجنب البرامج التي تمتد لساعات بوجه مقدم برامج واحد تحت مسمى (توك شو ) والتركيز على البرامج الحوارية ١/١
One to One
ونشير ايضا الى أن الشكل الجاذب ضرورة وبالتالي أصبح الكادر المصمت لا وجود له الآن في ظل التطور الهائل في مجال الجرافيكس والانفوجراف computer graphics

غير أن الشكل وجه عملة لها وجهان وجهها الآخر هو المحتوى ومن ثم فإن صناعة المحتوى
Content creation
أصبحت علماً يدرس في كليات الإعلام وتعتمد على الثقافة العامة والمتخصصة وكيفية تحديد الجمهور المستهدف ومن ثم دراسة احتياجاته!
ومن الثابت أن إدارة المؤسسات الإعلامية عموما و أي قناة إخبارية على وجه الخصوص تحتاج فكراً ورؤية كاشفة متحررة من القيود والخوف من تخطي الخطوط الحمراء!
ونذكر بأن الأيادي المرتعشة لا تصنع أبداً إبداعاً أو إعلاماً لكنها في الوقت نفسه مسئولة عن إدراك محددات الصالح العام ومايجب أن يقال بدقة وتوازن وموضوعية وقادرة على وضع سياسة تحريرية وفق ما يمليه عليها الضمير المهني!
وبلاشك أن التدريب ضرورة في عصر الإعلام الرقمي و بدون استمراريته بشكل متوازٍ مع البث الإخباري والبرامجي ستهرم القناة مبكراً ولا تتطور وستظل محلك سر !
إن توافر العوامل التي أشرنا إليها في عجالة ضرورة للوصول الى النجاح !
ومرة أخرى أؤكد أن خطوة إنشاء قناة إخبارية – طال انتظارها – هي خطوة مهمة لتحسين صورة مصر في ذهنية الآخر وارى أن تكليل الجهود المبذولة لتحقيق هذا يكون أيضا بوجود قنوات بلغات متعددة وتصل بوضوح الى كل أنحاء المعمورة واقترح البناء على تجربة قناة النيل الدولية الموجودة حاليا باللغتين الإنجليزية والفرنسية وبها فريق عمل محترف !
نافلة القول :
إذا كانت قنوات مصر الإخبارية مصرية المنشأ فلابد أن تكون إقليمية ودولية الهوى تقدم للعالم صورة جديدة لمصر وتنهي حقبة لم نكن نتحدث فيها إلا لأنفسنا فقط !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *