أخبار عاجلة
د.حسن عماد مكاوي

د.حسن عماد مكاوى يكتب… إعلام الدولة .. الرسالة والمهنية (٤-٩

استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية في عام ١٨٩٣ اختراق التحالف الأوربي لجمع وتوزيع الأخبار علي مستوي العالم من خلال وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية، حيث حصلت الوكالة الأمريكية علي حق توزيع أنباء وكالة رويترز البريطانية داخل الحدود الأمريكية. وبعد قيام الثورة البلشفية عام ١٩١٧ سعت الحكومة الروسية إلي تقييد الأخبار التي كانت تحتكرها وكالة وولف الألمانية، وبالتالي إفساح المجال أمام وكالة التلغراف الروسية لبث أخبارها لتحسين صورة روسيا في الخارج. ومنذ أواخر القرن التاسع عشر وحتي نهاية الحرب العالمية الأولي عام ١٩٤٥ سعت الولايات المتحدة إلي اقتحام الشئون السياسية والاقتصادية الدولية، خاصة في دول أمريكا اللاتينية، وتم استخدام وسائل الإعلام الأمريكية كأدوات فعالة للحصول علي توسعات اقتصادية ومزايا سياسية. ومع نهاية الحرب العالمية الثانية في ١٩٤٥ وانتصار الحلفاء برزت خمس وكالات دولية هيمنت علي توزيع الأخبار في العالم وهي وكالتا أسوشيتدبرس ويونايتدبرس الأمريكيتين، ووكالة رويترز البريطانية، ووكالة الأنباء الفرنسية، ووكالة تاس السوفيتية، وهو ما يعكس مراكز القوي السياسية بعد الحرب العالمية الثانية. ثم امتدت التوسعات الإعلامية الأمريكية إلي جميع أجزاء العالم بما يعكس تزايد نفوذها الدولي، وهو ما ساعد الولايات المتحدة علي استخدام نفوذها لدي الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو في الترويج لمبدأ “الحق في الاتصال والتدفق الحر للمعلومات”، وهو ما بعني عمليا حرية القوي في السيطرة وحرية الضعيف في التلقي، وذلك بزعم تقليل الفجوة المعرفية بين الشعوب، وتبين أن الدول التي تسيطر علي الإنتاج والتصدير إلي العالم، تسيطر أيضا علي محتوي وسائل الإعلام لما يحقق مصالحها. وللحديث بقية..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *