مصر دولة مقر ومؤسسة لجامعة الدول العربية منذ انشائها عام 1945 وقدمت للوطن العربي الكثير ودفعت فواتير للصراعات والاحتقانات العربية ولها الفضل على الكثير من الدول العربية ليس مناً ولكن واجب قومي من قبل قلب العروبة النابض لأشقاء اللغة والدين والمستقبل والمصير غير ان هذه أمور ومقومات لم تعد تكفي شركاء الوطن العربي الواحد !
أقول هذا لأني راجعت البيان الختامي لقمة الجزائر العربية ولم أجد كلمة واحدة تتضامن مع مصر في حقها المائي فيما تقوم به اثيوبيا من اعتداء صارخ عليه بالرغم من ان كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة تضمنت بوضوح قضية سد النهضة وكان يجب أن يحوي إعلان الجزائر بندا يقر الوقوف العربي الى جانب حق مصر!
لكن يبدو ان هناك معارضة تمت حالت دون ان يتضمن إعلان الجزائر أدانة واضحة لاثيوبيا !
وهذا يدفعنا الى التساؤل لماذا لم تنجح الجهود في ان تتقدم مصر والسودان بمشروع قرار عربي مشترك يعلن اتخاذ اجراءات عربية تجبر نظام اديس ابابا على وقف العدوان على الحقوق التاريخية المائية لمصر والسودان ؟
أفادت مصادر مطلعة أنه بالفعل كان هناك مشروع قرار تم طرحه فعليا ضمن القمة بين قادة الدول العربية، يتعلق بملف سد النهضة الإثيوبي، بعد قيام اديس ابابا بمرحلة الملء الثاني للسد وهو ما يمثل انتهاكا الامن القومي لدولتي المصب مصر والسودان.
وكانت كل الدوائر السياسية والاعلامية المتابعة لفعاليات قمة الجزائر تتوقع ان يصدر قرار يدين ( على الاقل ) الموقف الاثيوبي ولكن انعقد وانفض مؤتمر القمة دون الاشارة الى موقف عربي جماعي في هذا الصدد
ما تم من تجاهل لقضية سد النهضةذ يؤكد ان مؤسسة القمة العربية مازالت غير قادرة على ايجاد حد ادنى من الاتفاق الجماعي على القضايا المسكوت عنها وكنت أظن ان قضية سد النهضة من القضايا التي يجب ان يلتف بشأنها القادة العرب على حل واضح وحاسم لها !
ولكن خاب ظني وأضحت هذه القضية رقما في سلسلة القضايا المسكوت عنها عربية أو دعونا نقول المختلف عليها بين الدول العربية ولاشك ان هذا يعكس الموقف السلبي لمجلس جامعة الدول العربية ويجعلنا نؤكد على التنظيم الاقليمي العربي قد فشل في (لم الشمل العربي) وهو شعار القمة الأخيرة بشكل واقعي ومازالت الجامعة مجرد مقرا لرفع الشعارات المفرغة من مضمونها وتظل الحقيقة التي لا يختلف عليها إثنان ان الجامعة العربية ليست سوى منتدى للقاء
بروتوكولي للقادة العرب في مناسبات متباعدة بشرط الابتعاد عن الملفات الشائكة ومنها كما يبدو ملف سد النهضة!