يقول الله تعالي في محكم كتابه:( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33).. سورة التوبة.. وعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.. وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ :عَن النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: مَنْ خَرَجَ عَنِ الطَّاعَةِ وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ وَمَاتَ، فَمِيتَتُه مِيتَةٌ جَاهِلِيَّةٌ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ.
هذا هو كلام الله سبحانه وتعالي ورسوله الكريم عن الذين يسعون في الأرض فسادا، فصيل من هؤلاء نجدهم الآن ومن قبل يشنون حملة إعلامية ضارية ضد مصر، لا لشئ سوى لأنهم ينفذون مخطط أسيادهم الذين يريدونها خرابا مثلما فعلوا بدول الجوار، فحولوا عمارها إلى خراب تنعق فيه البوم والغربان….!!
في هذا السياق، يحضرني مقولة للزعيم الألماني هتلر عندما سألوه عن أحقر الناس في حياته ؟؟، فأجاب: “إن أحقر الناس الذين قابلتهم في حياتي.. هم هؤلاء الذين ساعدوني على احتلال أوطانهم”.. فسحقًا وتبًا وبئسًا لمن باع وطنه مقابل مال لن يبقى، ومنصب لن يدوم، ولهؤلاء الذين باعوا ضمائرهم، وتعاونوا مع الأعداء، نؤكد لهم أن مصر لن ولم تنس من غدر بها، وأن التاريخ لا يصفح لمن خان وغدر أبداااااا.
كلمات القائد الألماني تؤكد لنا يوما بعد يوم إن الجاسوسية مهنة وضيعة، وخدمة خسيسة، يؤديها أرزل الناس لطغاتهم الذين لا يهتمون إلا بمصالحهم، ولا يتورعون عن البصق على عملائهم، والتخلص منهم بعد استنفادهم، كما أن خيانة الوطن تعني خيانة للولاء والأمانة، وانقلابا على الانتماء والمجتمع، وتعني أيضا بيع الضمير والقيم والارتماء في أحضان أعداء الوطن، ويكفي من يخون وطنه أن خيانته ستظل وصمة عار تلاحقه وتلاحق نسله أينما رحل، فلا يمكن للوطني المخلص المحب لوطن أن يمّد كفه ليصافح أعداء وطنه، أو يتآمر عليه، إنها قمة الخسة والحقارة التآمر على الوطن.
وسجلا التاريخ؛ تحفظ لنا الكثير من قصص الجواسيس، التي تصلح لأن تكون عبرة لمن يعتبر، ومنها على سبيل المثال أن القائد العسكري الشهير نابليون بونابرت؛ عندما شعر بالانكسار نتيجة خسارته في إحدى معاركه في النمسا، طلب من ضباطه تحويل هذه المعركة من عسكرية إلى استخبارية، وبالفعل بدأ ضباطه يبحثون عن جاسوس نمساوي يساعدهم على الدخول الى النمسا، وذلك من خلال نقطة ضعف في الجيش النمساوي، وبعد جهد جهيد، وسعي حثيث، عثروا على رجل نمساوي كان يعمل مهربًا بين الحدود، واتفقوا معه على مبلغ من المال إذا هم استفادوا من معلوماته.
ولأن المال عن كثير من الخونة، هو دينهم ومذهبهم ودنياهم وآخرتهم، فقد دلهم الخائن النمساوي على منطقة جبلية يوجد فيها جيش نمساوي قديم، لكون المنطقة شبه مستعصية، فتمكن الجيش الفرنسي من اقتحام المنطقة واحتلالها، وبعد أن استقر الوضع لفرنسا؛ جاء الخائن النمساوي لمقابلة نابليون بونابرت.
وعندما أدخلوه على الإمبراطور، وكان جالسًا في قاعة كبيرة، وما إن رأى نابليون ذلك الجاسوس النمساوي؛ حتى رمى له بقبضة من النقود في صرة على الأرض؛ ليأخذها ثمن خيانته وجزاء أتعابه، فقال الجاسوس- كعادة أمثاله:
– سيدي العظيم؛ يشرفني أن أصافح قائدًا عظيمًا مثلك، فرد عليه نابليون: أما أنا فلا يشرفني أن أصافح خائنًا لوطنه مثلك، وانصرف الجاسوس، وبصق عليه نابليون من وراء ظهره….!!
وكان كبار القادة جالسون عنده، فتعجبوا من تعامل نابليون مع الجاسوس؛ على الرغم من أهمية الأخبار التي نقلها لهم؛ وكانت سبباً في انتصارهم. وسألوه عن السبب فأجاب نابليون بعبارة هي من أروع عبارات التاريخ الحديث عن الخائن والخيانة، فماذا قال…؟، قال: (إن الخائن لوطنه، هو كمثل السارق من مال أبيه ليطعم اللصوص، فلا أبوه يسامحه، ولا اللصوص تشكره)…..!!
لذا أريد أن أذكر الخونة الهاربون إلى تركيا وانجلترا و…… أن الوطن هو: الام، الأب، الابن، الحبيب، ومن يخون وطنه، فقد خان كل هؤلاء، فحب الوطن فـرض، والدفاع عنه شرف و غاية، ولا يوجد أمريء يحب وطنه ولا يهب للدفاع عنه في أوقات الشدة والتصدي للأعداء ودحر الغزاة والطامعين والدفاع عن الأرض وشرف الآباء والأجداد، وتسجيل البطولات الخالدة والوقوف في وجه من يطمعون في خيرات الوطن وسرقة ثرواته قديماً وحديثاً.