يري بعض الخبراء والمفكرين أن أحد أسباب نشوب الحروب يتجلي في حجب السلطات الحاكمة للمعلومات الصادقة عن الشعوب، حيث تحتكر بعض الحكوامت المعلومات ، وتتخذ بعض القرارت الخاطئة تدفع ثمنها الشعوب، وهو ما ظهر جليا في الحكم النازي والحكم الفاشي. كانت الفكرة المسيطرة علي السياسة الدولية فيما يتعلق بالاتصال والعلاقات الثقافية بعد الحرب العالمية الثانية هي إزالة العوائق التي تحول دون حرية تدفق المعلومات بين الدول، وأقرت منظمة الأمم المتحدة في مؤتمر مهم عام ١٩٤٨ “أن حرية الإعلام من الحريات الأساسية، وأن المعلومات الحرة الكاملة هي حجر الزاوية لكل الحريات الأخرى التي تلتزم بها الأمم المتحدة”. وبات مفهوم ” التدفق”; يعني إلغاء العوائق التي تحول دون ممارسة حرية الرأي والتعبير، والحق المتساو في الوصول لوسائل الإعلام، وضمان تدفق المعلومات عبرالحدود الجغرافية دون قيود. وخلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، اشتد الجدل والمناظرات بين مفكري الدول الغربية التي تحتكر وكالات الأنباء ووسائل الإعلام الدولية، ومفكري دول العالم الثالث التي تسعي للتحرر من تلك الهيمنة من خلال تجمعها في حركة “عدم الانحياز” وأصبحت المطالبة بنظام إعلامي عالمي جديد من أهم المطالب السياسية، وبرزت حقيقة ملموسة فحواها أن الاستعمار لم يعد يقتصر علي المجالين السياسي والاقتصادي فقط، وإنما امتد إلي المجالين الاجتماعي والثقافي أيضا، وبالتالي برزت دعوة المطالبة بنظام إعلامي جديد في ندوة دول عدم الانحياز الخاصة بالإعلام في تونس مارس ١٩٧٦،وبات هذا المطلب جزءا من الكفاح ضد الاستعمار الجديد، والتحرر من كل أشكال التبعية والاحتكار العالمي.
وللحديث بقية…