بخطاب فج يشوبه بعض الجهل الفقهي والقانوني إجتهد من الإعلاميين المتطرفين فكريا من يسعى لتحقيق تعاطفا مجتمعيا مع الزوجة ” المطلقة ” وفي مسلسل تليفزيوني أذيع في رمضان الماضي أظهر زوجا بخيلا سئ الخلق سليط اللسان مقصر في واجباته كزوج وأب في دراما تزيد من تفكك الأسرة المصرية حديثة التكوين ، وهو بذلك العمل يستفز موهبة الكتابة لدى مؤلف آخر أن يحقق على النقيض تعاطفا مع الزوج ” المطلق ” في عمل درامي يظهر الزوجة المسرفة ، النكدية ، المقصرة في واجباتها ، المسترجلة ، العنيدة ، المعادية لأهل الزوج ليؤكد أو يزيد أيضا في أسباب ذلك التفكك والتخريب المجتمعي ، ويتنافس الكاتبان في تحقيق الشهرة والكسب المادي من نسبة المشاهدة العالية . .
ويبقى الأمل في أن يجد الفقهاء وخبراء علم الإجتماع والمتخصصين في الطب النفسي ورجال القانون حلولا شرعية وقانونية تنقذ ضحية هذا التفكك وهم ” الأبناء ” من الدمار والضياع بطوق نجاة متوازن يمثله قانون جديد للأحوال الشخصية يحكم كل الأطراف بعدل ورحمة لصالح الطفل ..
وفي إحدى حلقات مسلسل ” فاتن أمل حرب .” .
تسأل البطلة المطلقة شيخا في جمعية شرعية وهو شاب أزهري : انا عايزه أعرف ” ربنا قال إن المطلقة لو اتجوزت مايبقاش لها حق في حضانة اطفالها ” ؟
وما أن شرع في الرد عليها قائلا : بس رأي الفقهاء بيقول ..
قاطعته بحدة : لو سمحت ماليش دعوة برأي الفقهاء أنا عايزه أعرف ربنا قال ولا ماقالش ..
فيرد الشيخ الشاب ( بنحنحة ) : ” لا ماقالش ”
فاطلقت زغاريدها في قاعة الفتوى بين ابتسامات الشيوخ ( المعممين ) .
لم يذكر الشيخ حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه المسألة ، ولم يعمل بقول الله تعالى في وجوب الرجوع إلى سنة رسول الله :
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا” .. ( النساء ٥٩ )
فعن عبد الله بن عمرو ، أن امرأة قالت : يارسول الله ، إن ابني هذا كان بطني له وعاء ، وحجري له حواء ، وثديي له سقاء ، وزعم أبوه أنه ينزعه مني . فقال : ” أنت أحق به ، مالم تنكحي ” (بضم التاء وفتح الكاف ) .
ومن المحزن أننا أصبحنا نشاهد صورة ( تورتة ) مكتوب عليها ” حفلة طلاق ” ..
تخيلوا وصل بنا الحال إلى أن تحتفل المطلقة بطلاقها .
واجتهادا مني في تفسير تلك الحالة أنه مرض نفسي جديد ظهر في المجتمع المصري .
وهذه المحتفلة بطلاقها ..
* إما أنها تظهر سعادة تغيظ بها مطلقها وكأنها تبلغة رسالة : ” الحمد لله اني خلصت منك كنت كابوس وانزاح ” .
* أو أنها تحتفل بحصولها على ماكسبته ماديا من الطلاق ( مؤخر الصداق . منزل الزوجية بكامل أثاثه . نفقة . وربما كان اشترى سيارة بإسمها .الخ )
* أو أنها تهدف بالاحتفال اشهار الطلاق . ليعلم الناس أنها أصبحت مطلقة فلا يسيئون الظن بها إن شوهدت برفقة خطيب جديد يكون قد أعجبته رقصتها في حفلة الطلاق الأولى .