كشف فوز المنتخب السعودي على الارجنتين في بطولة كأس العالم قطر ٢٠٢٢ حقيقة مازالت راسخة في الفكر والعقل العربي لم تندثر مهما حاول المرجفون والانعزاليون اخفاءها! هذه الحقيقة ابعد من مجرد انتصار في مباراة كرة قدم !
وهي أن هناك هوية عربية مطبوعة داخل كل من ينطق بلغة الضاد مازال لها العديد من المقومات السياسية القومية والأبعاد الثقافية والاجتماعية والسيكولوجية والانثروبولجية !
وأعتقد أن القومية العربية أو دعونا نقول الشعور بالانتماء العربي حقائق ترجمتها موجات الفرح العارمة التي غطت الوطن العربي كله من المحيط للخليج في موقف نادر قلما ما سمعنا عن مثله منذ سنوات طويلة إثر انتهاء المباراة !
نقول هذا رغم ما يحدث من خلافات سياسية ومواقف متقاطعة في السياسة العربية بعبارة أخرى نجحت الشعوب فيما عجزت عنه الحكومات!
ولهذا كان هذا الفرح الشامل الجامع رسالة واضحة للمشككين في العروبة التي تجمع ولا تفرق عبر التاريخ !
ولكن ما نخشاه أن لا نبني على حالة التوحد القومي هذا ونستثمرها لصالح إعادة اكتشاف جديد للشخصية العربية الرافضة للفكر الانعزالي والمحدودية القطرية بضم القاف!
ولعل تمسكنا بالهوية القومية وسيلة تؤكد سمات الشخصية العربية التي تجدها في خريطة العالم العربي من العراق شرقا والخليج الى اليمن و السودان ومصر حتى تصل إلى موريتانيا غربا! تلك السمات التي سخر منها البعض وحاول أن يطمس معالمها التاريخية ويسقط العروبة في مستنقع التخاذل والضعف والانكفاء بالمقارنة الى أمم وشعوب أخرى في عالم اليوم !
ام نقول إن الوعي الجمعي العربي استيقظ من سباته وبات قاب قوسين أو أدنى من لحظة تعكس يقظة حقيقية له بشكل يؤثر على صناع القرار العربي الذين تأثروا لعقود طويلة بالفكر الانعزالي وارى أنها مناسبة لدعوة الجامعة العربية لكي تقوم بدورها في الاحتشاد للتصدي للتحديات التي تواجه العالم العربي وأتساءل مثلا لماذا صمتها إزاء العدوان التركي على سوريا والعراق والعدوان الإيراني على العراق وكذلك لماذا التقاعس عن حل المشكلة اليمنية والليبية وغيرها من مشكلات الواقع العربي؟