انتقدت دول عدم الانحياز ممارسات الإعلام الغربي فيما يتعلق بالهيمنة علي جمع وتوزيع الأخباء في مختلف أنحاء العالم من منظور غربي، والذي يتحكم فيه ثلاث دول بدرجات متفاوتة، أولها الولايات المتحدة الأمريكية، ثم بريطانيا، يليها فرنسا، ورأت الدول النامية أن أخبار الوكالات الغربية تتدفق في اتجاه واحد فقط من الشمال إلي الجنوب، وتتحكم في شكل الأخبار ومحتواها بما يصب في مصلحة الدول الغربية علي حساب باقي دول العالم. لم تكن قوة الإعلام الغربي قاصرة علي وكالات الأنباء الدولية فقط، وإنما امتدت إلي سلاسل الصحف الدولية، والقوة الاقتصادية لوكالات الإعلان الغربية، والسيطرة علي الوسائل الإلكترونية والمغناطيسية التي تتلقاها دول الجنوب مما يشكل تهديدا ثقافيا وعقائديا للدول النامية ويتحكم في استقلالها السياسي. اتجهت المناظرات بين خبراء الدول الغربية والنامية إلي منظمة اليونسكو، وطالبت الدول النامية بإقامة نظام إعلامي عالمي جديد يراعي التوازن في تدفق الأخبار في الاتجاهين بدلا من اتجاه واحد، ونجحت الدول النامية في انتزاع قرار من منظمة اليونسكو عام ١٩٧٨ بأن يكون تدفق الأخبار والمعلومات عادلا ومتوازنا في الاتجاهين. وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي عام ١٩٨٩، وبروز الولايات المتحدة الأمريكية كقطب أوحد للعالم، بدا من الواضح أن عمليات العولمة في السياسة والاقتصاد تلقي بظلالها علي تدفق الأخبار الدولية من خلال تجانس الأخبار التي تبثها وسائل الإعلام الغربية، والتي تستند إلي قيم الأخبار الغربية مثل السرعة، والجدة، والصراع، والإثارة، والسلبية، والنظر إلي الأخبار باعتبارها سلعة وليست خدمة عامة. وللحديث بقية..