منذ سنوات تروج الآلة الإعلامية الاسرائيلية لمفهوم انتهاء الصراع العربي الاسرائيلي وترى أن ماتبقى منه مجرد مطالب للشعب الفلسطيني بالتعايش المستقر في أحضان الدولة الأم ( اسرائيل ) ! وهكذا تم اختزال القضية الفلسطينية التي تجاوز عمرها 75 عاما الى مجرد (مطالب) بل تم فصلها عن الجسد العربي بتسلل المد الصهيوني الى هذا الجسد تحت شعارات مايسمى التطبيع الذي يستهدف توسيع مجالات التعاون التكنولوجي بين دول عربية واسرائيل وللحقيقة نقول ان بعض الدول العربية قد استجابت الدعوات الاسرائيلية ولم تدرك ان هذه الخطوة ليست سوى غطاء لعملية انتشار واسعة تستهدف خلخلة الفكر والعقل العربي بغية تغيير الصورة الذهنية عن الدولة العبرية في العقلية العربية وتحديدا في منطقة الخليج العربي المتاخمة لإيران العدو الاول ( الآن) لاسرائيل! ويمكن القول إن دولا خليجية وقعت في الشراك الاسرائيلية تحت مسمى التعاون في إطار الاتفاقات التطبيعية المعروفة بإسم اتفاقات ( ابراهام) بل روجت الدعاية الاسرائيلية لديانة جديدة هي الديانة الابراهيمية التي قوبلت برفض تام من كل المؤسسات الدينية العربية وعلى راسها الازهر والكنيسة الارثوزكسية التي وصفتها بأنها دعوة مسيسة تحت مظهر مخادع واستغلال الدين، وهنا يقول القمص بنيامين المحرقي، الأستاذ بالكلية الإكليريكية بالأنبا رويس ( لا أحد يقبل مزج جميع الديانات تحت ديانة واحدة، ولن تقبله أي من الديانات خاصة المسيحية أو الإسلام، لأن معناها العودة إلى اليهودية، وقد تحدث فرقة داخل المجتمع، بمحاولة فرض ثقافة أو ديانة معينة على الجميع، وهو امر يرفضه المصريون بصورة مطلقة!) ويمكن القول إن الصراع العربي الاسرائيلي باق طالما استمرت القضية الفلسطينية محورا اساسيا في العلاقات العربية الاسرائيلية على المستوى الشعبي الرافض للتطبيع مع تل ابيب! وكثير من الشعوب العربية تنتهج مسارا مغايرا لسياسةحكوماتها في هذا الشأن وقد تجلى الموقف العربي الواضح تجاه التطبيع في مونديال قطر 2022 عندما رفضت الكتلة الشعبية العربية التعامل مع الاسرائيليين المتواجدين في الدوحة خاصة الاعلاميين المشاركين في التغطية الاعلامية لكأس العالم! وباتت قضية فلسطين الغائب الحاضر في المشهد القطري موضحا ان الحضور الفلسطيني قد غطى على كل محاولات اسرائيل توجيه الصراع لصالحها حتى في المحافل الرياضية !