أخبار عاجلة
ابراهيم الصياد

ابراهيم الصياد يكتب… مصر الوثائقية خطوة طال انتظارها !

التفكير في انشاء قناة وثائقية مصرية جاء متاخرا حيث تعتبر مصر من حيث موقعها الجغرافي وموضعها التاريخي من اكثر الدول تاهيلا لتوثيق أحداث كثيرة على المستويين المحلي والاقليمي ! كما ان مصر غنية بالموضوعات التي تصلح لتكون وثائقيات وهناك مهتمون واختصاصيون في فن التسجيل والتوثيق على مستوى السينما ولهذا كان يجب ان تكون سباقة في هذا المجال على مستوى البث التليفزيوني وقد حاول قطاع الأخبار في سنوات سابقة ان تكون له اجتهادات في انتاج وثائقيات منها على مااذكر توثيق السيرة الهلالية قبل وفاة الشاعر الكبير عبد الرحمن الابنودي وكذلك أعمال تتعلق بالاقليات في مصر مثل الارمن وغيرهم وكنت اعتقد عند انشاء قطاع القنوات المتخصصة ان قناة مختصة بالوثائقيات ستكون على راس قنوات هذا القطاع ولهذا احسنت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية صنعا في الاتجاه لانشاء قناة مصر الوثائقية ولكن لابد من التريث قبل اطلاقها وعمل دراسات معمقة في القواعد الصحيحة للاعلام الوثائقي ودراسة التجارب التي سبقتنا في هذا المجال ومنها قناة ناشيونال جيوجرافك أبوظبي والجزيرة الوثائقية و ماقدمته قنوات BBC و RT و DW من خبرات في الأقلام التسجيلية والوثائقية ثم حصر الموضوعات التي تصلح للتوثيق على المستويات المحلية والعربية والاقليمية وهي متعددة في مجالات السياحة والاثار والفنون والرياضة والعادات والتراث المصري والعربي والمتوسطي وارجو من القائمين على انشاء القناة الوثائقية الاهتمام بالترجمة الى اللغات المختلفة واعتقد ان مثل هذه الخطوة يمكن عن طريقها تسويق القناة للناطقين بالعربية وغير العربية واضعين في الاعتبار ان التسويق الجيد سيساعد على تنمية مواردها المادية ! واحذر من الاعتماد على اذاعة الاعلانات داخل هذه القناة حتى لا تفسد متعة المشاهدة وهو ما نلاحظة في كل القنوات الوثائقية الاخرى من عدم وجود اعلانات دعائية بها كما ان الموضوعات نفسها يجب إلا تكون ترويجا لفرد أو فئة أو جهة ما بهدف سياسي أو اقتصادي ! ويمكن القول إن اساس القناة الوثائقية وسبيل نجاحها فرع مهم في علوم الإعلام هو الصحافة الاستقصائية Investigative journalism خلاصة القول إن وجود قناة وثائقية لمصر خطوة نثمنها ونرفع القبعة لمتخذ قرار انشائها ونؤكد على ان نجاحها واستمراريتها مرتبط بفهم و استيعاب الاسس السليمة لبناء الفكر الوثائقي وطرق تقديمه للجمهور !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *