لم يكن هو صاحب فكرة شق قناة السويس الأول . ففكرة شق قناة تربط بين البحرين قديمة حيث حفر القدماء سنة ١٨٥٠ قبل الميلاد في عهد “سونسرت الثالث ” قناة تربط دلتا النيل بالبحيرات المُرة ومن ثم تصل إلى البحر الأحمر فكانت السفن تبحر من البحر الاحمر الي البحيرات و تمر عبر النيل لتكمل طريقها في البحر المتوسط .
* علاقة ديلسيبس بقناة السويس ..
_ خلال فترة الحملة الفرنسية أوفد ” نابليون” “ماتيو ديليسپس”، والد فرديناند عام ١٨٠٣ كمبعوث شخصي الى مصر ، و تقرب ” ماتيو ديليسبس ” من ” محمد علي ” الضابط الالباني الذي تولى حكم مصر في ١٨٠٥ . وقبل أن يرحل ” ماتيو” من مصر أوصى محمد على بأن يهتم بابنه ” فردناند “.الذي كان مازال طفلا .
في عام ١٨٤٠ عرض المهندس الفرنسي ” لينان دي بلفون بك ” فكرة حفر قناة تربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط على ” محمد على ” لكنه رفضها قائلا : ” لا أريد بسفورا جديدا في مصر ”
بينما بعد أن تولى ” سعيد باشا “حكم مصر في ١٤ يوليو ١٨٥٤ تمكن ” فردناند ديليسبس” – وكان قد عمل قنصلا لفرنسا في الإسكندية ومقرباً من سعيد باشا تمكن من إقناعه بأهمية تنفيذ فكرة حفر القناة وحصل منه على فرمان عقد امتياز قناة السويس الأول و كان مكونا من ١٢بنداً أهمها حفر قناة تصل بين البحرين و مدة الامتياز ٩٩ عاما من تاريخ فتح القناة .
في ٥ يناير ١٨٥٦ صدرتا وثيقتان هما عقد الامتياز الثاني و قانون الشركة الأساسي وكان من أهم بنوده هو قيام الشركة بكافة أعمال الحفر وأن يكون حجم العمالة المصرية أربعة أخماس العمالة الكلية المستخدمة في الحفر ، وتم إنجاز المشروع بين الأعوام ١٨٥٩ – ١٨٦٩
من هو ديلسيبس ؟
هو محامي فرنسي . ينتمي إلى بلد إستعمر العديد من الدول الضعيفة منها خمس دول عربية هي سوريا ولبنان وتونس والجزائر والمغرب . كما شن بلده حملة عسكرية على مصر استمرت ثلاث سنوات ( ١٧٩٨ – ١٨٠١ ) دنس جنود بلاده وقائدهم ” نابليون بونابرت ” خلالها حرم المسجد الازهر الشريف . اغتصبوا النساء ونهبوا خيرات المصريين . ومثلوا بجثة الشاب السوري الثائر ” سليمان الحلبي ” بعد ان قتلوه أبشع قتله .
و ” ديليسيبس ” الفرنسي هو من تآمرت بلاده مع حليفتها إنجلترا وصنيعتهم اسرائي ل على مصر لشن عدوان ثلاثي غاشم أذاقوا فيه اهل بورسعيد العجائز منهم والاطفال صنوف التعذيب والاذلال لولا شجاعة رجالها ونسائها وبسالة شبابها الذين شكلوا جماعات المقاومة الشعبية بكل ما أوتوا من قوة وامكانات رغم ضآلتها و بساطتها من حيث التقنية لكنها أذهلت العالم . لذلك اشتهرت مدينتهم ببوسعيد الباسلة ..
” ديلسيبس ” هو الذي نقض وعده للزعيم ” أحمد عرابي ” بأن يمنع الإنجليز من دخول القناة مستعينا بقوات فرنسية إذا لزم الأمر وأقنع ” عرابي ” بعدم ردم جزء من مدخلها لكنه لم يلتزم بوعده وسهل دخول الجيش الانجليزي من قناة السويس الى الاسماعيلية فيلتقي بجيش عرابي في التل الكبير عام ١٨٨٢ ويهزمه بسبب خيانته وتخطيطه مع قبيلة بدوية وبعض ضباط الجيش المصريين .
*مات ” فردناند ديلسيبس ” في ٧ ديسمبر ١٨٩٤ قبل أن يوضع له ثمثال ضخم بمدخل القناة الشمالى الغربى لمدينة بورسعيد في ١٧ نوفمبر ١٨٩٩ وأسقطه رجال المقاومة عام ١٩٥٦ فظل قابعا فى مخازن هيئة القناة حتى نقل الى الاسماعيلية ..