إنفجارٌ تلو الإنفجار، والسؤال واحد: ” ما ذنبنا؟”. لم نعد نهتم لا للمكان ولا للزمان ولا للطريقة ولا للوزن، كل ما يراود أذهاننا سؤالٌ بسيط، ماذا فعلنا؟ ما الجرم الذي اقترفناه حتّى نستحق هكذا عقاب؟، إرهابٌ، دمارٌ وموت.
ما ذنب الأمهات اللواتي تثكلن على أولادهن؟ ماذا فعلن كي يُزهق فخرهن بشبابٍ وفتياتٍ ضحّوا بحياتهن سهراً وتعباً على تربيتهم كي يصبحوا عزّاً وسنداً في المستقبل؟ ما ذنب الأباء الذي يدور كلّ طموحهم وهمّهم حول تأمين لقمة الخبز لعائلاتهم؟ ما ذنب شبابنا الذين ما اختبروا في حياتهم سوى احلامهم الوردية وآمالهم الكبيرة؟ وما ذنب اليتامى حتّى نروعهم وننتزع منهم ما تبقى لهم بعد أن حرمتهم الدنيا من أبسط حقوقهم؟
ماذا فعلنا حتّى يتمّ التلاعب بأعصابنا ومصيرنا وجّرنا نحو الخوف والإنكفاء على ذواتنا؟ ماذا فعل لكم هذا البلد الصغير حتى تعبثوا به بهذه الطريقة الوحشية؟ أما كفانا خسارةً في هذه البلاد؟
لماذا تصرّون على تشويه إنسانيتنا، لا همّ لدينا إلا أننا سلمنا وسلم عيالنا؟ لماذا تصرّون على نشر الكراهية والتفرقة بيننا؟ لماذا تصرّون على انزواءنا؟ شوارعنا باتت خالية من الناس وزوارنا يهربون فالرعب الآن سيّد الموقف.
لا ذنب لنا ولم نفعل ما يستوجب حكمنا هذا. كلّ ما في الأمر، أنّ دمائنا رخيصة وأرواحنا لا ثمن لها. لا قيمة لنا ..حتّى يُحافظ علينا، فلا موالون نحن ولا حيوانات