نظرة أمل :
تؤدي قطر دورا مرسوما لها بعناية للحفاظ على النفوذ الامريكي بالمنطقة مقابل حماية نظام الحكم الذي تتوارثة اسرة آل ثاني بعدما ثبت ان تاريخ الحكم في هذه المشيخة الخليجية الصغيرة يقوم على الانقلاب من داخل الاسرة الحاكمة فقد غدر الأب بإبن عمه وغدر الإبن بالأب واخيرا أطاحت الزوجة موزة بنت ناصر المسند بزوجها حمد بن خليفة ليتولى الحكم إبنهما تميم الأمر الذي يفسر سلوك هذا النظام اقليميا ودوليا واتضحت الصورة عندما بعث صديق لي بفيلم وثائقي عن تاريخ الحكم في قطر وذكر ان المخابرات القطرية صادرت الفيلم ومنعت عرضه ولفت نظري في الفيلم الذي تتعدى مدته 30 دقيقة أن النظام القطري استخدم الإعلام خاصة قناة الجزيرة في الترويج لسياساته بينما لا تشير من قريب او بعيد الى الشأن القطري والفضائح السياسية والعائلية بل لا تتم الاشارة الى تاريخ الحكم الذي يقوم على الغدر والخداع بين ابناء العائلة الواحده ومن امثلة هذه الفضائح ان عائدات النفط تذهب بالكامل الى حساب شخصي باسم الأمير – حوالي عشرة مليارات دولار – وأن أقل من عشرين بالمائة من هذا الدخل يصرف على سكان المشيخة وتبين ايضا ان للأمير حصة معلومة في جميع الشركات والمؤسسات العاملة في المشيخة وان جميع رشاوى وعمولات صفقات العلاج والسلاح تذهب الى الأمير واولاده واوضح الفيلم ان قطر الدولة العربية الوحيدة التي جاهرت وتفاخرت بعلاقتها باسرائيل رغم عدم وجود ما يبرر فهي دولة ليست في نزاع مع تل ابيب او من دول الجوار مما يؤكد ان الولايات المتحدة اشترطت تطوير العلاقات الاسرائيلية القطرية نظير حصول الدوحة على ضمانات امريكية بدعم الحكم الحالي سياسيا و عسكريا من خلال وجود عسكري امريكي دائم في قطر وخاصة قاعدة العيديد الجوية يفوق عدده وامكاناته الوجود الأمريكي في القواعد الاخرى بالمنطقة واستشهد ان مدرج مطارالعيديد يعتبر الأطول في جميع مطارات الشرق الاوسط اذ يبلغ طوله 4500 مترا و بلغت تكلفة بنائه اكثر من مليار دولار رغم ان قطر لا تمتلك اكثر من 12 طائرة حربية !!
وللبرهنة على أن بإمكان الأميركيين الاعتماد على قطر في أوقات الشدة، فتح القطريون مدرجات الإقلاع الجوية أمام الطائرات الأميركية لأداء مهام عسكرية ضد العراق في فترة التسعينات بعد رفض المملكة العربية السعودية السماح لهم باستخدام اراضيها.
وكشف احد الباحثين الاسرائيليين واسمه عوزي رابي ان تطبيع العلاقات القطرية-الإسرائيلية التي انطلقت عام 1996عندما فتحت قطر انابيب غازها على مصاريعها لاسرائيل جاء متزامنا مع قيام الشيخ حمد بن خليفة بتمويل قناة الجزيرة التي دمرت ما أسماه المسلمات الشرق أوسطية والعربية وقامت القناة بالتدخل في الشوؤن الداخلية للأنظمة المجاورة، بما في ذلك المملكة العربية السعودية وتباعدت قطر عنها أكثر وأكثر، كما تباعدت أيضاً عن عدد من دول الخليج الأخرى منذ عام 1997 عندما رفضت التراجع عن قرارها بإستضافة قمة دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي حضرها مندوب عن إسرائيل وهكذا يبدو واضحا ان النظام القطري لايرى استمراره وفاعليته الا من خلال اللعب بالنار التي لن تحرق غير حامليها .