أخبار عاجلة
الكاتب الصحفي - عبدالسلام بدر

عبدالسلام بدر يكتب… لماذا “سوري Sorry” بدلاً من “آسف”؟!!

وصلت “سوزي” الى حيث تجلس صديقتها “ماجي”.. أقبلت عليها مبتسمة وهي تقول: (هاي Hi) “ماجي”.. ردت صديقتها:

_ (هاي Hi) سوزي.

جلست “سوزي” امام صديقتها وطلبت من (الجرسون Garson) -الذي اقترب منهما- كوب (شاي اخضر Green Tea) بينما طلبت الثانية (نسكافيه Nescafe)، وبعد نقاش بدأ هادئا ثم سرعان ما احتد وعلا صوتاهما، وقفت سوزي منتفضة وهي تقول: (بلييز Please) “ماجي” أنا معلش (سوري Sorry) مش قادرة أكمل (الكونفرزيشن Conversation) دي. عن إذنك..

ردت “ماجي”: (نو بروبلم No problem) أنا كمان شايفة ان مفيش عندك (فيجن Vision) ولا حتى (بلان plan) تتكلمي على أساسها.

_ هبّت “سوزي” واقفة (ميرسي merci) يا “ماجي” على زوقك. وانصرفت غاضبة دون ان تشير لماجي بيدها كالعادة وبلا كلمة (باي bye).

هذا مشهد في احد النوادي الاجتماعية يجسد ما وصلنا اليه من حالة تهدد بطمس هويتنا المصرية شكلا ومضمونا..

السؤال الذي تشغلني إجابته: هل لغتنا العربية أصعب في كتابتها ونطقها من اللغات الأخرى؟. وعلى سبيل المثال من المشهد السابق، هل كلمة المحادثة أو المناقشة (بالعربية) أصعب في نطقها من كلمة (كونفرزيشن _ بالانجليزية)؟ وهل كلمة آسف أو معذرة (بالعربية) أصعب من (سوري _ بالانجليزية)؟. وهل كلمة شكرا (بالعربية) أصعب من (ميرسي _ بالفرنسية)؟

(لاحظ الخلط في احاديث المصريين بكلمات من لغات مختلفة)..

هل ترك التحاور باللغة العربية سببه الصعوبة، أم هو شعور بأننا أقل من كل شعوب الغرب خاصة الإنجليز، وفي تقليدهم إكمال لنقص لدينا؟ وهل كل أمنياتنا وطموحاتنا ان نحاكيهم ونصبح مثلهم في الكلام والأزياء والحركات (التشنجات والحزق) أثناء الغناء بمصاحبة موسيقى صاخبة غالبا وقصات شعر منكوش أحيانا وديل حصان أحيانا أخرى فقط وبناء عليه نعتبر كل مَن يحفظ كلمتين إنجليزي وكلمتين فرنسي هو الاكثر علما وثقافة والأوجه اجتماعيا؟

السؤال التاني:

لماذا لا نعرف قيمة أنفسنا ونتجاهل مجد أجدادنا وحضاراتهم وعلومهم التي نقلتها عنهم الشعوب التي نحاول تقليدها في الأمور التافهة فقط.؟

لماذا دائما نشعر اننا أقل من غيرنا؟

لا تقولوا: “أي مجد وعلم الذي مضى عليه آلاف السنين!!. انظر أين نحن الآن وأين هم؟. ولماذا تذكرنا بأمجاد القدماء ولا تذكر لنا ماذا صنعنا نحن وأبدعنا؟”.

أرد على مَن يقول ذلك بأن سبب تخلفنا هو احساسنا الدائم بالدونية واستمراء اتباع الغرب. أصبحنا كسالى لا نعمل ومستهلكين لا ننتج ما نأكل وما نلبس بالقدر الكافي.

السؤال الثالث: هل يُفهَم كلامي عن عدم استخدام اللغات الأجنية في أحاديثنا الدارجة أو في كتابتها على واجهات المحال التجارية والشركات واستخدامها في تسمية السلع أني أقصد به معاداتها او ضد تعلمها؟

الاجابة: بالتأكيد لا. بل يجب أن نٌعلّم أولادنا اكبر قدر من اللغات الأجنبية لتنفعهم في التعامل مع شعوب العالم الخارجي، ويعرفوا كيف تفكر هذه الشعوب، وإلى أي مدى وصلت في العلوم الحياتية والتطور في كل المجالات خاصة العسكرية، وتحسبا لأي تغييرات سياسية أو اقتصادية من شأنها الإضرار بنا وبمصالحنا عملا بحكمة “مَن تعلَّم لغة قوم أمِنَ شرهم”..

ولكن.. يجب أيضا أن تكون حواراتهم باللغة العربية خاصة اللهجة المصرية داخل المدرسة وخارجها، ولابد أن يعرفوا ويكتشفوا جماليات اللغة العربية وعظمتها، لأنها لغة القرآن الكريم إذ قال الله تعالى “إنا أنزلناه بلسان عربي مبين”..

فالحديث باللغة العربية ينمِّي الشعور بالانتماء للوطن ويزيد من الإصرار على اللحاق بالدول المتقدمة بل والسعي الدائم إلى التفوق والتميز..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *