أخبار عاجلة
ابراهيم الصياد

ابراهيم الصياد يكتب… فقه الأولويات وثقافة إدارة الأزمات !

اي متابع للاحداث التي تشكل أزمات ، يعاني منها الإنسان في هذا الزمان ، نجد أن مشكلة بعض متخذي القرار على كافة المستويات وفي كل المجالات ،أنهم يسيرون في إتجاه مغاير لما يجب أن يكون !
وأرى أن السبب الرئيسي يرجع الى أن فقه الأولويات مفقود أو ليس في حسبان متخذ القرار ،
وفي اعتقادي أنه أمر مهم عندما نتعامل بإحترافية مع ثقافة ادارة الازمات
Crisis Control ‌
التي هي ايضا ثقافة غائبة في كثير من المجتمعات التي تعاني من ازمات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو حتى إعلامية ورياضية وفنية ، وكل ما يتعلق بما يسمى القوى الناعمة ! ولهذا اعتقد أننا نحتاج الى مزيد من الدراسات والأبحاث المتعلقة بفكر التعاطي مع الأزمات وترتيب الأولويات على المستويين الإداري والأكاديمي!
ولهذا ساظل مقتنعا ببديهية ، أن الإطار النظري لا يُغني عن الإطار التطبيقي ، وكلاهما وجهان لعملة واحدة فمن النظريات نضع أيدينا على قواعد أو أنساق حلول هذه الأزمة أو تلك!
وأرى في ضوء ما تقدم أن الإعلام من المجالات التي تحتاج لثقافة ادارة الأزمات وترتيب الأولويات ، على الرغم من أن طبيعة العمل الإعلامي وخاصة إدارة الأخبار هي أجواء أزمة ، بعبارة آخرى من يعمل في الأخبار يقوم بعمله تحت ضغط الأحداث الجارية التي تترواح في تقديري بين نوعين من الاحداث ، نوع معروف مسبقا وآخر طارئ يعرف بالخبر العاجل أو Breaking News ، وهو بيت القصيد فيما نطرحه! .
لأن هذا النوع من الأخبار هو المسئول عن إضفاء أجواء الأزمة التي ينبغي التعامل معها بشكل مهني فاذا تعامل المذيع أو المحرر مثلا مع النوع المعروف مسبقا ، بشيء من التراخي فان درجة الإستعداد ستقل أو مايسمى awareness وبالتالي لن يعيش أجواء الأزمة ، عند وقوع الخبر العاجل !
وقد قام كاتب السطور بتدريس مادة إدارة المؤسسات الاعلامية ، عام 2015 في كلية الإعلام بإحدى الجامعات المصرية وركز على فكرة معالجةالأزمات في إدارة الوسيلة الإعلامية ، ومن بينها بالطبع الخدمات الإخبارية !
وتوصلت الأبحاث إلى أن الخدمة الإخبارية الأكثر نجاحا ، هي التي تضع بدائل مختلفة لإدارة الأزمة ، من واقع ما تملك من امكانات بشرية وفنية ، وفي الوقت نفسه إن ترتيب سُلم الأولويات يساهم في تخفيف الأزمات ، من منطلق فهم واضح لمبدأ منطقي (الأهم ثم المهم) !
وبناء عليه ، رصدت آليات محددة في إدارة غرفة الأخبار الحديثة من خلال دراسة تحمل إسم (آليات اتخاذ القرار في إدارة الأخبار ) نشرت في يناير عام 2014 بمجلة اتحاد إذاعات الدول العربية ( الآسبو) وهي مجلة علمية فصلية ، وتناولت الدراسة الخيارات المختلفة أمام منتجي الأخبار التي تتيح التعامل الحاسم مع أسباب الأزمات في تناول الأحداث !
وفي كتاب صدر عام 2015 بعنوان اللحظات الحاسمة في الفترة من 2011 – 2013 شهادة من قلب ماسبيرو استعرضت فيه عددا من معالجات الأزمة على صعيد السياسات الاعلامية على سبيل المثال وليس الحصر :
– محاكمة الرئيس مبارك المعروفة إعلاميا بمحاكمات القرن في اغسطس 2011
– التغطية الخبرية لفاعليات ميدان التحرير والمظاهرات المرتبطة به في الفترة المذكورة
– معالجة حادث الهجوم على مبنى ماسبيرو في اكتوبر 2011 والمعروف بأحداث ماسبيرو
– تغطية إطلاق سراح الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط مقابل إطلاق سراح 1027 من الآسرى الفلسطنيين على الهواء من حدود رفح المصرية في 18 اكتوبر 2011
– أحداث إستاد بورسعيد في الأول من فبراير 2012
– المؤتمر (السري) الذي اذاعته الرئاسة على الهواء في سنة حكم جماعة الاخوان بشأن سد النهضة 4 يونيه 2013.
-تغطية أحداث ثورة 30 يونيه واللحظات الصعبة يوم 3 يوليو 2013 .
 
الخلاصة:
إن تحديد سلم الأولويات، يساعد على إدراك إحداثيات خريطة الأزمة ، بما يمكن من التعامل الآمن – اذا جاز التعبير – مع تداعيات
الأزمة ، وهو ما يعرف بفقه الاولويات !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *