أخبار عاجلة
د. مجدي العفيفي

د.مجدي العفيفي يكتب… التهجم على الإسلام والعلماء «لعب عيال»… (الأخيرة)

لا الإسلام العظيم – دينا وفكرا وعلما وأعلاما وعلماء – في حاجة الى الدفاع عن نفسه، ولا رموز الأمة من مفكرين وفقهاء وعلماء ومبدعين يممكن أن يرتقي اليهم هؤلاء «العيال» الذين يسعون الى التويش والتشويه، إذ لا يزالون في مهد القلم والإعلام والعلم صبيانا.. وسيظلون أقزاما.. فالذي ولد ليزحف لا يستطيع الطيران..!
سلسلة هذه المقالات، لا ولن تتوقف، ولا ينبغي لها، غاية ما في الأمر أن النشر في الصحيفة السيارة له متطلباته، وهوبمثابة «جرس انذار» أو ومضة من نور شمعة، والشمعة بقدر ما تنير المكان الذي توجد فيه فإنها تكشف مساحة الظلام حولها، أو هو كتلة من نار توقظ الغافلين والمداهنين والمغرضين والمتربصين.. وكل أفراد هذه العائلة المسمومة..
أضع النقطة الأخيرة – مؤقتا، – في هذا السطر من سلسلتي مشفوعا بالشكر والإكبار للقائمين على أمر جريدة (احوال مصر )التي يتسع صدرها الصحفي لمناوشتنا الفكرية والقلمية، ذلكم أن «العصمة في يد الصحافة» دون كل وسائل الإعلام قاطبة بلا استثناء، مهما كانت غواية الصورة ووشاية الميديا، لأن الصحافة ستظل «صاحبة الجلالة »..
*
كثيرون توقفوا أمام موقف الآزهر الشريف من تلك الحملة المسعورة التي حاول اصحابها ان ينهشوا شخص العالم الجليل الإمام الشيخ محمد متولي الشعراوي.ونسوا أن شخصيته أقوي مما يتحيلون إن كان لهم خيال و إلا أن يكون خيالا مريضا، إذ هم جاهلون بمعنى أن الشخص يموت لكن الشخصية تبقى، فهم مشغولون ومنشغلون بـ «الردح» في «الميديا» « وسائل إعلامية» بعينها.، وكما ذكرت في الجملة الافتتاحية لهذه السلسلة «في عنفوان زعيم الأمة سعد زغلول، وقد التف حول جموع الشعب المصري باعتباره رمزا للمشروع القومي الأكبر آنذاك، وهو التخلص من الاحتلال الانجليزي البغيض، كان ملأ السمع والبصر محليا واقليميا وعالميا، فإذا بصحفي وكاتب نكرة يهاجمه وينشر مقالا يشتم فيه سعد باشا، ويهاجمه بضراوة لفتت الانتباه ، فاستدعاه الباشا ليعرف منه سبب الهجوم، فقال له: أنا كاتب مغمور وصحفي لا يعرفه أحد، فأردت أن اشتهر علي حساب اسمك وشهرتك.هذا الموقف من ذلك النكرة، تكرر كثيرا ويتكرر وسيظل، من قبل الساعين إلي الشهرة ولو رخيصة».
*
رسائل كثيرة تشيد برؤية مكثفة الكلمات لكن سعتها الفكريةعالية، للإمام الأكير شيخ الآزهر الدكتور أحمد الطيب، ويرون انها جامعة مانعة، وكل حرف فيها يشع بالصدق، إذ أكد فضيلته أن الشيخ محمد متولي الشعراوي – رحمة الله عليه – هو أبرز المجددين في تفسير كتاب الله كان حين يفسر القرآن وكأنه يبعث الحياة في الحروف والكلمات، فترتسم في عقل المستمع وقلبه صورة حية مبسطة لا يحتاج إلى مجهود كبير لفهمها واستيعابها «رحم الله الشيخ محمد متولي الشعراوي، أبرز المجددين في تفسير كتاب الله، كان حين يفسر القرآن وكأنه يبعث الحياة في الحروف والكلمات فترتسم في عقل المستمع وقلبه صورة حية مبسطة لا يحتاج إلى مجهود كبير لفهمها واستيعابها، فكتب الله له المحبة والقبول في قلوب المؤمنين» و«لا شك أن ذلك توفيق من الله خص به هذا العالم الرباني الذي كان متفانيًا لخدمة دينه، محبًا لوطنه».
*
ويتكيء الكثير من أصحاب الرسائل والتعليقات على رد مركز الأزهر العالمي للفتوى، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»وقد التفت قاريء كريم من البحيرة هو« ابراهيم عبد الحي» طبيب، إلي عبارة يقول انها تعبر عن الضميرالجمعي المستاء من ألاغيب المتهكمين على علماء الأمة ورموزها، وأما العبارة فهي«إنَّ انتقاص علماء الدين ورواد الفكر ومشكِّلي ضمائر الشُّعوب ووجدانها لا يتوقف خطره عند تشويه معنى القدوة الصالحة، وتهوين مكانة العلم في نفوس الناس، بل يمتد خطره إلى تبديد عقود من عمر الأمة وهُويتها، علمًا، وفكرًا، وثقافةً، وحضارةً، ويُخلي الساحة لتصدر نماذج رديئة لا تجني الأمة من ورائها إلا المزيد من الضّعف والتّمييع والانسلاخ من مقومات عِزها وكرامتها، وتلك جريمة في حقّ الفكر والإبداع والوعي الوسطي المستنير، لا يرضاها غيور على وطنه وأمته»..
*
وفي هذه الأجواء تقول الكاتبة الكبيرة نجلاء محرم، وهي الغاضبة غضبا موضوعيا، ينحو بها دفاعا عن عظمائنا من المفكر ورموزنا التاريخية: «قبل سنوات..قامت حملة مشبوهة ضد أحمد عرابي.. فقيل إنه ضيع مصر بحمقه إذ كان عسكريا جاهلا ووزيرا ساذجا.. وإنه تذلل للحاكم ليعفو عنه.. ثم قامت حملة مشبوهة ضد سعد زغلول، فوصفوه بالـخمورجي الوصولي ، تابع الهانم زوجته التي كانت توجهه بثقافتها غير الوطنية!
وحملة مشبوهة ضد الملك فاروق.. تتهمه بأنه زانٍ ومقامر وسكير.
وحملة مشبوهة ضد عبد الناصر.. صنيعة الغرب وعميلهم الذي زرعوه لتكبيل مصر وإيقاف تقدمها..
وحملات مشبوهات كثيرة ضد كل شخصية أثرت في تاريخ مصر ومكانتها: محمد علي، سعد الشاذلي، الخديوي إسماعيل، عمر مكرم، محمد فريد رموز ثورة يناير، وغيرهم..
كل هذه الحملات كانت ضد رموز صنعوا وجدان هذا الشعب.. وشكلوا روحه وتاريخه، وكل واحد منهم يمثل قيمة تُعلي شأن كل مصري.. المشكلة الحقيقية والخطيرة ليست في هذه الحملات، وإنما فيمن يهرولون لترويجها وترديد مضامينها الفاسدة دون أن يكون لهم فيها ناقة ولا جمل ولا منفعة ولا معرفة.. يهرولون وراء هذا الغثاء مدفوعين من سطر قرؤوه أو من جملة سمعوها، أو من توجه يجعلهم يرفضون كل من لا يشاركهم إياه، دون أن يدركوا أنهم حين يحطون من قدر رموزهم إنما يحرمون أنفسهم ووطنهم من عطاء احترمه القاصي والداني.. وكان لهم – باعتبارهم منتمين لهذا الوطن – زهوا وفخرا..
*
والكاتب «مختار محمود البرعي» أحد الذين استفزهم الخطاب السلبي والضئيل الذي حاول أصحابه النيل من عظماء الفكر والإبداع، ومن ثم يلفت الانتباه إلي ظاهرة تغيب أحياناعن الكثيرين.. فماذا يرى؟
إنه يقول :سوف يخبرونك عن انبهار الدكتور طه حسين بالغرب وعن شططه الفكري في بداياته، ولكنهم سوف يخفون عنك انتصاره للإسلام في خواتيمها.
كما سوف يبلغونك بتأثر الدكتور زكي نجيب محمود بالثقافة الفرنسية في ريعان شبابه، ولكنهم لن يتحدثوا أمامك عن عودته في النهاية للاصطفاف في الدفاع عن الإسلام.
وسوف يخدعونك أيضًا بالحديث عن وجودية الدكتورعبد الرحمن بدوي، ولكنهم أبدًا لن يذكروا كلمة واحدة أمامك عن عن هروبه سريعًا إلى الإسلام والتصدي لخصومه ومنتقديه حتى رحيله.
وسوف يخبرونك بتجرؤ يوسف إدريس في عنفوانه على إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي،وكلامه على أي حال ليس حُجٍة- ولكنهم سوف يكتمون عنك مقالته التي كتبها في ختام حياته عنه، وشهد له فيها بأنه أهم شخصية إسلامية بعد الأئمة الأربعة.
وهكذا كانت ولا تزال بضاعتهم. ألا خسر البيع وبارت التجارة..وسوف تبورحتمًا..
وصدق الله العظيم إذ يقول: {وَٱلَّذِينَ يَمْكُرُونَ ٱلسَّيّئاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ. وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُور}.
*
وما بين الغضب اللفظي، والغضب الموضوعي، توالت الرسائل والتعقيبات، وكلها تؤكد يقظة عامة إزاء المتربصين في الداخل والخارج.. هذه اليقظة هي حائط الصد ضد الهجمات الموسمية التي تطل برأسها البغيضة، وفي كل مرة تلقي في جب النسيان والإزدراء.
 
###

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *