اعتدت أن أحمل قلمي وأشرع في الكتابة منذ أكثر من 40 عاما وطوال هذه الفترة كانت اولا الفكرة تتبلور ثم تخرج الى النور ويترك العنان للقلم يصول ويجول كيفما يشاء !
وهذه المرة الأولى التي تتزاحم الأفكار في ذهني وأشعر أن قلمي يقف عاجزا عن التعبير عما يجيش في ذهني !
وارى أن السبب بالدرجة الأولى هو موضوع المقال و المتعلق بالتداعيات الإنسانية لزلزال تركيا وسوريا الذي باغت المنطقة مؤخرا! ودعوني اقول انه من الصعب حتى اللحظة رصد المحصلة النهائية للضحايا في الجانبين وحسب التقديرات الأممية أن 25 مليون شخص قد تأثروا بشكل مباشر من الزلزال الذي يعتبر ثالث أعظم الزلازل على كوكب الأرض في الألفين سنة الاخيرة!
وأن العامل الأكثر تأثيرا هو ما أشاهده على مدار الساعة من وضع لا إنساني يعيشه الشعب السوري القابع على أرض محروقة بفعل شياطين السياسة والحرب على المستوى السوري والأقليمي والعالمي ، و
يعاني شعب سوريا المضغوط بين شقي الرحى .. رحى ركام الزلزال من ناحية ورحى مآسي الحرب الطاحنة منذ 12 عاما والعقوبات الفاجرة التي يعاقب بها السوريون و لم يرتكبوا ما يستحقون عليه العقاب من ناحية اخرى !
جاءهم الزلزال وهم نيام لتكتمل دائرة الموت وكأن العقاب ليس كافيا ويجب ان يقتلوا بغتة تحت الأنقاض ، يموت اطفالهم وشيوخهم ونساؤهم قبل شبابهم !
هذه (حكاية شعب) استكثروا عليه أن يحيا مثل الآخرين فمات مرتين مرة بالقصف والقهر ومرة ثانية بالزلزال !
وكان السؤال أين نخوة الانسان لأخوته من بني الانسان ؟
أو دعونا نقول ماذا قدمتم يااشقاء للاشقاء السوريين في حلب وحماه وادلب وجديرس واللاذقية وطرطوس منذ ان مادت الأرض تحت أقدامهم ؟
هل سارعت جامعة العرب الغراء الى تجميع الجهود لإنقاذ من يئنون تحت الركام يستجمعون قواهم في آخر الأنفاس التي تصارع الموت قبل مغادرة الحياة بعد ان خذلتهم يد العون وصمم أهل العقد والربط في عالم اليوم على استمرار العقوبات حتى في لحظة النزع الاخير ؟
انها ياسادة تساؤلات تحتاج اجابات شافية لكنها سوف تكشف النقاب عن بشاعة وجه السياسة الدولية في معاملة الشعوب المغلوبه على أمرها !
وتكشف أن التضامن العربي ليس سوى شعار يرفع في المناسبات العربية والحقيقة انه اجوف لا يغني ولا يسمن من جوع وإن الكرم الحاتمي لا يظهر إلا في ولائم المفاخرة و الجاه والسلطان !
أما الملمات وكوارث الحروب والطبيعة لا محل لها من الاعراب خاصة بعد ان نعرف المحصلة النهائية للضحايا من قتلى وجرحى بعد ان تتوقف الات البحث والإنقاذ !
هذه كما أسلفت حكاية شعب بين مطرقة الزلزال وسندان العقوبات!