نظم مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية, مساء الأربعء الماضي ندوة بعنوان “مصر و الكويت المستقبل المنظور”, بالتعاون مع الصالون البحري المصري, وجمعية الصداقة الأفروآسيوية, بمقر مكتبة مصر العامة بالدقي، وذلك على هامش احتفال دولة الكويت الشقيق بالعيد الوطني الثاني والستين, بحضور كوكبة من القامات الوطنية والإعلاميين والصحفيين.
و بدأت الندوة التي أدارها الكاتب الصحفي سيد زهيري, بالجلسة الإفتتاحية والتي شارك فيها الدكتور عصام شرف، رئيس وزراء مصر الأسبق ورئيس مجلس أمناء مؤسسة الصالون البحري المصري، متحدثا رئيسياً, حيث أشار إلى أن التناغم الثقافي ضروري لتعزيز التقارب بين مصر والكويت كبلدين شقيقين، وذلك بقدر التفاهم السياسي، مشيراً الي أن العلاقات العربية العربية يجب أن تواكب ما يحدث من تحولات وتغيرات دولية, في ظل نظام عالمي جديد بدأ يتشكل, لافتاً الي أن التكتلات الإقليمية سوف يكون لها دور كبير في هذا الصدد, ما يحتم العمل علي وجود تكتل عربي قادر علي حماية مصالحه.
كما قدم الدكتور عصام شرف مسارا يتكون من عدة آليات للحفاظ على العلاقات المتقاربة الودية التي تجمع الأشقاء العرب، جاء أبرزها الأدوات المعنوية الثقافية التي تستهدف تحقيق التناغم والتواصل والترابط بين الشعوب العربية، فضلا عن التعاون من أجل تحقيق التكامل الاقتصادي.
وخلال كلمته أكد اللواء حمدي لبيب, نائب رئيس مؤسسة الحوار للدراسات والبحوث الإنسانية، علي عمق العلاقات الثنائية بين مصر والكويت, حيث كانت مصر من أولي الدول التي اعترفت بالدولة الجديدة, عقب استقلال الكويت عام 1961, وأقام علاقات ديبلوماسية معها, مشيراً الي العلاقات بين البلدين علاقات اخوة و دم مشترك, حيث أن الكويت كان لها شهداء أبرار سقطو في حرب 1967 و 1973, كما أن مصر لها شهداء أبرار في حرب تحرير الكويت.
وأشار اللواء حمدي لبيب, الي أن هذه الندوة “مصر والكوت المستقبل المنظور” تأتي ضمن سلسة ندوات وفعاليات ينظمها مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية, بالتعاون مع الصالون البحري المصر, وجمعية الصداقة الأفرو أسيوية, لتعزيز التعاون المصري العربي, مقدماً الشكر للدكتور أحمد طاهر, مدير مركز الحوار للجهد الملحوظة والمقدر في اعداد وتنظيم هذه الفعاليات.
ومن جانبه شدد الأستاذ نصر النحاس, رئيس جمعية الصداقة الأفروآسيوية الثقافية، على أن تنظيم الندوة جاء في إطار الإيمان بعمق العلاقات المصرية الكويتية، والحرص على الاهتمام بها، بما يحقق المصالح العربية المشتركة، ويخدم القضايا العربية. كما قدم التهنئة وخالص التبريكات لدولة الكويت قيادةً وحكومةً وشعبًا، بمناسبة عيدها الوطني الثاني والستين.
وانعقدت الجلسة الرئيسة للندوة بمشاركة الأستاذ الدكتور خلف الميري المؤرخ الكبير، وأستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس، والذي تحدث بدوره حول تاريخ العلاقات بين البلدين، باعتبار التاريخ مرآة للحاضر, حيث طاف بالحضور في رحلة حول تاريخ نشأة الدولة الكويتية والعلاقات التاريخية بين مصر والكويت وما شهدته من تعاون وتبادل للثقافات.
ومن جانبه أكد الأستاذ عبد المعطي أبو زيد مستشار الهيئة العامة للاستعلامات، على اهمية الثقافة والإعلام ودورهما كركيزتي تقارب بين البلدين والشعبين الشقيقين, لافتاص الي وجود تبادل وتعاون اعلامي وثقافي كبير بين البلدين من خلال الاتفاقيات والبرتوكولات وتبادل الخبرات.
كما شاركت الدكتورة سماح علي مقرر البرنامج الاقتصادي بمركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية، بالحدث حول محور التنمية المستدامة كرؤية اقتصادية مشتركة بين البلدين.
وقد خلصت الندوة إلى أهمية العلاقات المصرية الكويتية التي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، كما خلصت إلى أن علاقات مصر والكويت نموذج يحتذى به للتضامن العربي والإسلامي.
وكانت الندوة قد انعقدت بحضور لفيف من الدبلوماسيين المصريين والعرب، فضلا عن مجموعة من الباحثين والمتخصصين في العلوم السياسية والشأن العربي.