بعد يومين يحتفلُ الغَربُ وبعض الدول باليومِ العالمي للمرأة .. لمْ تحظَ إمرأةُ في العالم بما تحظى بهِ المرأةُ العربية بشكلٍ عام و المصريِّة بشكلٍ خاص من تكريمٍ وتقديرٍ وعرفانٍ بالجميل . فلماذا نُشْرِكُها في احتفالٍ لنساءٍ أُخْرَياتٍ من دول الغرب مقهوراتٍ بأشكالٍ مختلفة ليس شَرطاً أن يكون الضَرب أحَدِها ، وهي في الغرب لا تَتَميَّز بما تَتَميَّز به المرأة المصرية فمن الغربيِّات من تُهانُ وتُنتَهك كرامتها وتُمتَهَن أُنوثتها فَتُعامَل أحيانا كسلعةٍ ليس استغلالاً لصُوَرِها في الإعلانات عن السلع وأغلفِة المِجلاَّت بشكلٍ في الغالب مُهِين فقط ولكن لِتلْعَب دوراً في أعمال الجاسوسيِّة و (مافيا) السلاح والمخدرات بأساليبٍ لا نَقبلُها لِنِسائنا . وإن كان من النساء الغربيات عَفيفات يَحظيَنَ بالتقدير والاحترام وبَلغْنَ بِعِلمِهِن وتفوُّقِهِن من المناصبِ أعلاها ( من باب الإنصاف وهُن قِلَّة ).. والمرأة في أي مكانٍ وزمانٍ ماأكرمها إلاَّ كريم . وما أهانها إلاَّ لئيم .. ومن إكرامِها تخفيفُ الأعباء عنها ، وعدم إقحامِها في أعمالٍ إضافية ليس من الإكرام والاحترام والرحمة دفعها إلى القيامِ بها فبعضُ الأعمال تُبدِّد طاقتها الجسْمانيِّة والنَفسيَّة وتجعلُها – رغماً عنها – مقصِّرَةً في دورها ، وبعض الأعمال تخدِشُ حَياءَها إذا كانت هذه الأعمال تتطلَّب إرتدائها زِيِّاً معيناً وحركاتٍ جَسَديِّة مُعينة . فكفيَ بها ما تعانيهِ في تكوينِ ورعايةِ أسرةٍ صالحةً إجتماعِيَّاً ، راقيةً ، متماسكة غيرَ مفككة ، منتجة غير مستهلكة فقط ، أسرة تتمسك بالقيمِ وتؤمنُ بالمبادئِ وترعىَ حقوقَ الغيرِ ، تحملُ للوطنِ كلَّ ولاءٍ وانتماء . .فما لَنَا نحنُ وما يحتفلُ بهِ الغرب وقد أُمِرنَا بإكرامها إتباعاً لديننا الذي جَعلَ الجَنَّة تحت أقدامها ؟ .. وقد تم تحديد يوم ٨ مارس يوماً عالمياً للمرأةِ بعد أن وافقت منظمة الأمم المتحدة على تَبنِّي تلكَ الفِكرة سنةَ ١٩٧٧م عندما أصدرت قراراً يدعو دول العالم إلى الإتفاق على يومٍ من السَنة للاحتفالِ بالمرأة ، فقررت غالبيةُ الدول اختيار يوم الثامن من مارس من كل عام ليكون يوم احتفال بالمرأة وتكريمِها وهو ذكرى لمجزرةٍ بشريةٍ حَدَثَت يوم ١٩٠٨/٣/٨ في أمريكا حيث قام أحد أصحاب مصانع النَّسيج بإغلاق أبواب المَصنع على النساء العاملات ثم قام بحرقِ المصنع وهُنَّ بداخلهِ وذلك بسبب إضرابهِنَّ عن العمل داخل المصنع لتحسين أجورهِن مما أدى الى وفاة كل العاملات حَرقاً وخَنقاً وعددهن ١٢٩ عاملة من جنسيات مختلفة . فأصبح هذا الْيَوْمَ رمزاً لِمَا يقعَ على المرأةِ من ظلمٍ وقهرٍ ، هذا هو الغَرب بعاداته وأفكارهِ ونظرتهِ إلى المرأةِ ولكنَّ الأمرَ مختلفٌ في مجتمعاتنا العربية التي يشكلُ الدِّينُ فيها الدستورَ والمنهج في معاملةِ المرأة إذْ يأمرُنا باللِّينِ مَعَها والرِّفقِ بها ، وطِيِبِ المعاشرةِ والعرفانِ بفضلها وسُمُوِّ رسالتها في ترابُطِ أُسْرَتِها ورِعايةِ حقوق زوجها وأبنائها كما أمَرَها الله مما يَجْعلُها جديرةً بالاحتفال بها في كل يومٍ بل وكل ساعة . . الغربُ الذي ظلمَ المرأةَ وأهانها بإباحيِّة مُقَزِّزة يحتفلُ بذكرىَ واحدة من ابشع الجرائم الانسانية . فَيا نِساءَ العَرَب العَفيفات كافةً و يا عظيمات مصرَ خاصةً . أنتُن تِيجانٌ فوق رؤوسِنا ، مُمَيَزاتً في أعين الرجال ، فأنتن مصدرُ البهجةِ والسعادةِ والسكينةِ للرجلِ سواءٌ كان أباً أو أخاً أو إبناً ، وموضع تقدير واحترام الزميل في العمل الذي يناسِبكُن . عزيزاتٌ غالياتٌ بأفضالِكُن في رُقيِ وسُمُوِ شأن مجتمِعاتكُن . مُكَرَّماتٌ لأدوارِكُن في تربيةِ وتنشئةِ أجيال يَفخرُ بهمُ الوطن . فليَكُن يومُ الاحتفال بِكُنَّ مُمَّيزاً بطقوسهِ ومعانيهِ ، مُفْعَماً بالحُبِّ الفِطري للأسرة كل أيام العام .