على الطُرق السريعة التي تربِط محافظات ومراكز الجمهورية لاسِيِّما الطويلة منها والتي تكاد تَخلو من خدمات الطُرق نظراً لحداثة إنشائها أو لِبُعدِ بعضها عن الحيِّز العمراني . ومعظم هذه الطرق تتَّسع لثلاث سيارات أو أكثر وعلى جانبيها مساحة إضافية ( طَبَان رملي ) يتسع لسيارة رابعة .. فلا مانع من وجود بعض الباعة مِمَن يفترشون المساحة غير المخصصة للسير ( الطبان ) . وغالبا هم بائعي الفاكهة والخضروات والذرة المشوي والمياه الغازيَّة وعُبوَّات مياه الشرب .. الخ . فلا ضَرَرَ ولا خطر من تواجدِهم ماداموا بعيدين عن حَرَم الطريق ولا يشغلون مساحة من الطريق الرئيسي . هؤلاء بتجارتهم البسيطة التي تَفتَح بيوتهِم وينفِقون منها على أُسَرِهم وذويهم تمنعهم من الانحراف بأشكاله المختلفة الخارجة على القانون كالسَّرقة أو قطع الطريق تحت تهديد السلاح أو ترويج المخدرات أو التسول المهين .. كما أن تواجدهم يُحَقِّق أكثر من فائدة للمسافرين . فوَجُودِهِم في أماكن متباعدة على الطريق يُضْفِي عليه إطمئناناً للمسافر وربما كان بعضهم منقذاً ومسعفاً عند الحاجة لا سيما للمسافر الذي يَصطحِب أسرته وتعرَّضَ لموقفٍ يحتاج فيه إلى مساعدة وعلى سبيل المثال في تركيب الإطار الإحتياطي ( الإستِبن ) . أو في حالة تعَطُّل سيارته ويحتاج إلي ميكانيكي أو كهربائي لإصلاحها ، أو نفاذ وقود السيارة فإن المسافر في مثل هذه الحالات يجد مكانا آمنا ينتظر فيه لحين حضور الفني أوالحصول على الوقود اللازم لإكمال رحلته . في مثل هذه المواقف يتمنى فيها المسافر وجود من يأنس به و يعاونه ..كما أن تواجد هؤلاء الباعة يحقق خدمة كبيرة للمسافر حيث يوفر الوقت الذي قد يستغرقه في دخول المدينة التي يمر بها بسيارته لشراء مايلزمه من فاكهة أو خضروات وما يحتاجه لزيارة ينتويها لأحد أقاربه أو أصدقائه .
لذلك أرى أن مَنعهِم تنفيذا لقانون إشغالات الطريق هو أمر لا يجوز في مثل هذه الأيام وفي ظل الظروف الحالية وقد ضاقت سبل المعيشة على الطبقة المتوسطة فما بالنا بالفقيرة التي ينتمي إليها هؤلاء الباعة الذين لا تتعدى قيمة تجارة أكثرهم بضعة عشرات الجنيهات .
فيا سادة مسئولي المحليات وأصحاب القرار : دعوا هؤلاء المطحونين يمارسون تجارتهم المتواضعة وابعدوهم عن الطريق بمسافة تمنع الخَطَر عنهم وفي نفس الوقت لا تُعيق حركة السير بسبب من يقف بسيَّارتهِ ليشتري منهم ما يحتاجه . كما يمكن عن طريق إشارة معدنية مثبَّتة على جانب الطريق قبل المكان بمسافة مناسبة لتنبيه سائقي المركبات للوقوف قبل مكان البائع أو بَعده ببضعةِ أمتار وتُحذِّر من الوقوف في حارة السير نهائيا .. كما يمكن التصريح لهؤلاء الباعة بإعداد هذه الأماكن على هيئة أكشاك وتجهيزها بكل وسائل الأمن والسلامة اللازمة ومراعاة الشكل الجمالي على نفقاتهم الخاصة أو تقوم الوحدات المحلية المختصة بإنشاء هذه الأكشاك وتجهيزِها وتأجيرها نظير مبلغ رمزي مع التنبيه على التاجر باستخراج شهادة صحية والحفاظ على نظافة المكان وعدم الاخلال بالشكل الجمالى للطريق وبكل شروط الترخيص القانونية . ومن يخالف ذلك تتم معاقبته بعد إنذاره بدفع غرامة مالية مناسبة وفي حالة تكرار المخالفة تُغلَق العَيْن أوالكشك فترةً زمنية أو إلغاء تعاقده نهائياً .
الخلاصة : كونوا رحماء بالبُسَطاء يرحمكم الله .