بعد انتهاء قمة جده العربية دعوني بكل ما كان فيها من كرم الضيافة اقول وجهة نظر بعد تحليل دقيق لنتائجها وتوصيات بيانها الختامي … من الملاحظ أن القادة العرب تجنبوا عن عمد الخوض في المسائل الشائكه والمختلف عليها حتى تنجح القمة مثل المسألة اليمنية التي كان يجب طرحها وطلب رفع اي ايادي ( غير يمنيه ) عنها حتى تتمكن من تحقيق استقلال القرار اليمني واعادة الاستقرار والحفاظ على وحدة الشعب اليمني الذي كان ضحية الصراع الداخلي والاقليمي خلال السنوات الماضية ! وبالنسبة للسودان إن اتفاق جده بين ممثلي الصراع السوداني السوداني لم يكن حلا للازمة انما مجرد دعوة الطرفين لعدم استهداف المدنيين واتصور أنه كان على القمة ان تقدم خطة تعالج اسباب الصراع وليس عوارضه فقط قبل ان تدول الأزمة ونصل الى السيناريو السوري أو الليبي من جديد ! أما الملف السوري دعونا نقول انه لم يحل بعودة سوريا لمقعدها بجامعة الدول العربية حيث يجب اخلاؤه تماما من الوجود الأجنبي اذا اردنا الحل الحاسم وتحقيق الاستقلال والاستقرار للدولة السورية مع ضرورة الاتفاق على جمع الحكومة والمعارضة ( الوطنية ) في نهج واحد ! أما القضية الفلسطينية – أم المشكلات العربية – نقول بصراحة مازلنا نتعامل معها بالأماني الممكنة و كنت ارجو أن يصدر قرار عن القمة يجمد التطبيع اذا اعتدت اسرائيل في المستقبل على الشعب الفلسطيني ودعوتها بحسم الى وقف الممارسات العدوانية على الاراضي المحتلة بما فيها القدس الشريف ! كنت ارجو ان يكون هناك قرار عربي يدعو الفرقاء الليبيين الى مفاوضات تحت رعاية الجامعة العربية لتسويةسياسية مع ضرورة طرد جميع الميلشيات الأجنبية ورفع الأيادي الاقليمية والدولية عن ليبيا ! ولماذا لم يطرح حل عربي يعيد العلاقات الطبيعية بين الجزائر والمغرب لتقوية الاتجاه الوحدوي القومي في دول المغرب العربي اسوة بما تم في دول المشرق بعودة قطر عضوا فاعلا ومؤثرا في اللحُمة الخليجية ! لماذا لم يتفق العرب على آليات لتحقيق تكامل اقتصادي عربي يقدم حلولا تنقذ اقتصادات دول عربية كثيرة تتعرض الان للانهيار المالي بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية ؟ وبما يرفع يد صندوق النقد الدولي عنها بشروطه المجحفه ! لكن قراءة في البيان الختامي للقمة نجده لا يختلف كثيرا عن غيره من بيانات القمم السابقة ! وبالرغم من كل ذلك ارى ان مجرد انعقاد القمة العربية والتقاء القادة العرب خطوة مهمة ربما تكون مقدمة لخطوة قادمة اكثر فاعلية وأكثر ايجابية في إعادة العمل العربي المشترك !
Enter