في بلدنا وفي تاريخ شعبنا حكايات وعلامات كلها تؤكد أن الشعب المصري لا يقبل الهزيمة وإن طال أمدها ، ولا يقبل الانكسار والمهانة مهما كان عنفوان الطوفان الذي يواجهه ! فللمصريين دائما مع الخطر موقف لا يتغير.. وعقيدة لا تتبدل.. وإصرار لا يتململ.. ورغبة في مواجهته لا تتراجع.. خصوصا عندما يكون هذا الخطر له علاقة بالوطن .. بالأرض .. بالشعب .. وبتهديد الهوية الوطنية ، والمساس بالشخصية المصرية
من 50 سنة وفي السادس من أكتوبر قرر المصريون – قيادة وحكومة وشعب – خوض معركة استرداد جزء عزيز من أرض مصر ظل لمدة ست سنوات بعيدا عنها
ورغم التفوق النوعي في السلاح لحساب اسرائيل إلا أن إرادة المصريين وايمانهم بأرضهم كانت وراء عبور أصعب مانع مائي في تاريخ الحروب المعاصرة ، وكانت وراء تحويل أعقد خط دفاعي ( بارليف ) إلي تراب ابتلعه ماء قناة السويس ، وكانت وراء كسر الحاجز النفسي بعد نكسة 67 وتحطيم أسطورة الجيش الذي لايقهر في هذه الحرب التي كانت من أجل استرداد جزء من الأرض المصرية الغالية.. سجل التاريخ حكاية عظيمة من حكايات الوطن ، وخرج من رحم هذه الحكاية روح مصرية .. أطلقنا عليها روح أكتوبر
في 2012 وفي سكرة أحداث يناير 2011 اختطفت الجماعة مصر وأرادت أن تستحوذ عليها لمئات السنين القادمة حسب تصريحات فاشية أطلقها أعضاء مكتب إرشاد الجماعة ، بعد أن تمكنت من حكم مصر
لم تدم “السكرة ” طويلا .. فجاءت ” الفكرة ” في أقل من عام واحد وتحركت الروح الكامنة في الصدور بعد أن اقترب الخطر ودق علي أبواب المصريين .. الوطن في خطر .. الحياة في خطر .. الهوية المصرية في خطر .. الشخصية المصرية في خطر !
ففي 30 يونيو خرجت الروح المصرية تجوب البلاد بطولها وعرضها .. في ميادينها وشوارعها ,, في حاراتها وأزقتها .. المصريون يرفعون الشعار العبقري ” يسقط حكم المرشد ” .. المصريون يرفعون عاليا كارتا أحمر عليه كلمة ” ارحل ” .. المصريون قيادة وشعب وجيش وشرطة أصدروا حكما باتا غير قابل للطعن .. الجماعة لازم تمشي .. في 3 يوليو 2013 صدر حكم الشعب بإزاحة حكم الجماعة لمصر للأبد ، وإعلان جمهورية جديدة بدأت بحرب شرسة مع إرهاب الجماعة في سيناء وفي أماكن كثيرة في الشرق والغرب والجنوب راح بسببها آلاف الشهداء فداءا للوطن ، وآلاف المصابين يحملون أوسمة الشرف بفقد أجزاء من أجسادهم ، والآلاف من اهالي الشهداء يضربون المثل في الصبر والاحتساب والرضا والإنتماء للوطن
30 يونيو حكاية تسكن في قلب حكايات الوطن الكبير تستوعبها آلاف الكتب وملايين المقالات ومليارات الكلمات والسطور .. حكاية حرب السادس من أكتوبر رغم عظمتها ودروسها كانت من أجل استرداد جزء من الأرض تم فصله عن الوطن الأم ، فما بالنا بثورة 30 يونيو التي استردت الوطن بأكمله بعد اختطافه لمدة عام !
ثورة 30 يونيو لم تستدع فقط روح أكتوبر لكنها خلقت روحا جديدة .. روحا شابة في التطلع لمستقبل جديد في جمهورية جديدة .. روحا صلبة.. تمتلك عناصر القوة الشاملة وتديرها بعقل رشيد
تحية لشهدائنا في عليين .. وكل عام ومصر كلها بخير قيادة وجيش وشرطة وشعب في ذكري ثورة 30 يونيو المجيدة