أخبار عاجلة
ابراهيم الصياد

ابراهيم الصياد يكتب… لغتنا الجميلة وتحديات الحداثة !

عندما وصُفت اللغة العربية بالجميلة ليس فقط لأنها لغة القرآن الكريم إنما لٱنها واحدة من أقدم اللغات على ظهر البسيطة وأكثرها تنوعا وتآلقا مع مرور الزمن . ورغم ذلك تواجه اللغة العربية في زماننا هذا تحديات تتمثل في المتغيرات التي فرضتها العولمة بمعناها السلبي وليس الايجابي ما آدى إلى خلق تأثيرات مدمره على المتعاملين بلغة الضاد! كلنا يعلم أن اللغة اقدم وسيلة اتصال عرفها البشر ولكنها ليست هكذا فقط بل هي تعبير عن هُوية المجتمعات المرتبطة بفكرة وجود الوطن . ▪️اللغة والحضارة : وإذا تعمقنا أكثر نجدها هي فكر المجتمع كما يقول استاذنا الدكتور حافظ شمس الدين عضو مجمع اللغة العربية ورئيس جمعية حماة اللغة العربية ( إن اللغة ترجمة للصورة القومية في ذهنية الآخر) . إذن اللغة حضارة وفكر ورقي وعليه اذا تعرضت اللغة لمؤثرات خارجية مثل العولمه يجب أن نتوقف ونراجع انفسنا حيث يصبح موروثنا الحضاري في مهب الريح فقد غابت حضارات عندما اندثرت لغات مجتمعاتها ! ▪️اللغة والعولمة : إن علاقة اللغة العربية بما يسمى الحداثة Modernization أو كما يقول البعض العولمة globalization من وجهة نظري يعتبر أمرا جد خطير وأنا أقصد أن مفهوم العولمه هو تحول العالم على اتساعه الجغرافي إلى قرية إلكترونية صغيرة من خلال فضاءات افتراضية قربت المسافات وألغت الحدود واذابت المشاعر القومية وخلقت مايمكن تسميته (المواطن العالمي) اي غير المنتمي إلا لتلك القرية المشار إليها وبقدر الإيجابيات التي حققتها العولمة على مستوى الإتصال الاجتماعي بين ساكني كوكب الارض إلا أنها طبعت كما أسلفنا بصمة متوحشة مدمره على الفكر الإنساني بإضعاف الروابط القومية والوطنية خاصة لدى الأجيال الجديدة من الشباب الذي إندمج في تيار العولمة نقول بقليل من ايجابياته ولكن بكل سلبياته واهم هذه الروابط لغة المجتمع ! ▪️أسباب تراجع لغة الضاد : في ظل التطورات السلبية التي أشرنا إليها وجدنا أنه لم يعد هناك تمسك باللغة العربية وأختلطت العاميه الدارجه بالفصحى وضعف تعلم اللغه في التعليم العام واتذكر عندما كنت اقوم بتدريس مادة الكتابة للاذاعة والتليفزيون في كلية الاعلام في احدى الجامعات الخاصة كنت اتعجب عند تصحيح اوراق الإمتحان طلاب جامعيون يجهلون الكتابة باللغة العربية ويقعون في أخطاء الهجاء والاملاء بشكل مؤسف ! والواقع أن اللغة العربية لم تندثر ولكنها اندحرت اي تعرضت لعوامل أدت إلى تراجع الاهتمام بها ومثال ذلك استبدال العربية بالإنجليزية على واجهات المحال التجارية فبعد أن كان تستخدم اللغتان على واجهتها أصبحت الآن تستخدم لغة واحدة وهي الإنجليزية ليس هذا فقط إنما أصبحت الإنجليزية وغيرها من اللغات الأجنبية وسيلة تعبير واتصال بين ناطقي العربية ! . ويرجع السبب في كل ذلك إلى عوار منظومة التعليم وانتشار مايسمى المدارس الدولية التي تخرج اجيالا تجيد اللغات الأجنبية وتجهل القراءة أو الكتابة بلغتهم الام ! ▪️الاعلام واللغة العربية : ولما لا وقد صورت الدراما مدرس اللغة العربية على عكس الحقيقة وطبعت له في الاذهان صورا ساخره . ونشير هنا إلى أن طلاب كليات التربيه وغيرها كانوا يمنحون مكافآت لكي يتخصصوا في اللغة العربية بعد العزوف عن تدريسها ! ولم تكن الدراما فقط هي وسيلة الاعتداء الوحيده على لغتنا الجميله إنما البرامج ونشرات الأخبار والتعليقات الصوتية المليئة بالاخطاء اللغوية في وسائل الإعلام خاصة القنوات الخاصة حدث ولا حرج عن الانتهاكات اللغوية اليوميه ومن النوادر بالصدفة تابعت برنامجا على قناة فصائية ناطقة بالعربية غالبا تبيع الوقت لمن يشتريه اسم البرنامج مكتوب باللغة الانحليزية ( Healthy life) ماذا سيضير منتجوه لو سموه (حياة صحية ) ! ! وكثير من جهات العمل تشترط أن يكون الخريج من احدى الجامعات الأجنبية التي انتشرت في مصر ! ومن البدع طريقة كتابة الفرانكواراب التي تكتب العربية بحروف لاتينية وهذه البدعة منتشرة بين الشباب في مواقع الإعلام الإجتماعي ! ▪️دعوة لإنقاذ الجميلة : أصبح من الضروري أن يتحرك قادة الرأي والفكر في المجتمع لانقاذ لغة القرآن مع مساندة جادة من الدولة ومنظمات المجتمع المدني والازهر والجامعات وبتفعيل دور مجمع اللغة العربية في منحة آليات جديده لحماية لغتنا الجميلة وإعادة تقاليد مهمه مثل اختبارات المذيعين ومقدمي البرامج بشكل حقيقي في الوسائط السمعية والبصرية ! ودعوة صانعي الدراما إلى نسيان صورة ( الاستاذ حمام ) كمدرس للغة العربية وعدم استنساخه من جديد في الأعمال الدراميه ! ورغم تأثير تحديات العولمه السلبيه على لغتنا العربيه علينا أن نستفيد من جوانبها الإيجابية وإعادة البعثات العلمية من جديد إلى الخارج في التخصصات كافه وتشجيع الاطفال منذ الصغر على استخدام ( لغتهم الأم )وليست (لغة الأم ) التي قد تكون غير العربية ! ▪️خلاصة القول … لامانع من تعلم اللغات الأجنبية بل هو ضرورة في خطابنا إلى الآخر ولاحظوا انني استخدمتها للتعريف بمفاهيم مذكورة في هذا المقال لكن في الوقت نفسه واجب وطني ان نحافظ على لغتنا الجميله !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *