أوجه رسالتي اليوم للشباب في مقدمة الصف الذي يطول ليشمل كل مصري ومصرية من مختلف الأعمار والطبقات الاجتماعية.
الشباب هم عصب المجتمع وغده الذي نتطلع أن يكون أفضل بإذن الله، فماذا أنتم فاعلون سوى الشكوى التي لا تنقطع، والاستياء من كل شىء، والرفض الدائم حتى من سماع النصيحة؟
وماذا ستقدم لكم المقاهي، أو بتعبير أحدث الكافيهات، التي تعمرونها ليلاً ونهاراً وتهدرون بها أوقاتكم تلك التي إن ضاعت لن يعوضها شىء، ولن تعود مجدداً، وغالباً ما ستندمون على ضياعها حينما لا ينفع الندم!
ومن هذا الذي تنتظرونه ليأخذكم من أيديكم للطريق الوردي الحالم الذي ترغبون به، دون جهد وبحث وعمل جاد حقيقي تجنون ثماره بأيديكم؟
لعلكم قد افتقدتم القدوة وضللتم الطريق، وكثُرت حولكم الملوثات التي تراها أعينكم وتسمعها آذانكم، وتدركها حواسكم بفعل هذا الطوفان الجارف من انعدام الأخلاق وتراجع الأذواق الذي نال من كل شىء.
-إليكم قدوة مصرية جديدة للنجاح والإصرار:
“دورين أسعد” أول عمدة مصرية بكندا:
هى الكندية من أصل مصرى دورين أسعد، خريجة كلية الرياضة التطبيقية وعلوم الحاسب الآلى بمدينة مونتريال، والتى استطاعت فى عام 2017 أن تصبح أول مصرية تتولى منصب عمدة مدينة بروسار بمقاطعة كيبيك الكندية،
وهو الأمر الذى لم يحدث فى تاريخ الدولة الواقعة فى قارة أمريكا الشمالية منذ اكتشافها فى القرن الـ15.
لم يكن طريقها للفوز مفروشا بالورود، فقد قابلت دورين، التى هاجرت أسرتها من مصر إلى كندا فى فترة السبعينيات، صعوبات جمة فى البداية، وكانت تسمع دائما عبارات مثل:
«لن تستطيعى الحصول على المنصب»، لكن العمدة الكندية رفعت شعار «الاستسلام ليس خيارا». وبالفعل نجحت خبيرة الرياضيات المصرية فى تخطى منافسها وحصلت على أكثر من 39% من نسبة الأصوات.
بعد فوزها، التزمت دورين، المولودة فى كندا والأم لثلاثة أطفال، ببرنامج حملتها الانتخابية، والذى من أهم بنوده «تغيير طرق العمل القديمة» فى بلدية بروسار، واتباع أفضل الطرق فى مجال الإدارة ومكافحة الفساد، والاستخدام الفعال للميزانية.
لكن..
خلال فترة رئاستها المحددة بـ 4 سنوات، واجهت دورين العديد من المطبات وعلى رأسها وباء كورونا والأعاصير التى اجتاحت البلدة، والعديد من موجات الحر التى ضربت بروسار، وانقطاع الكهرباء لأكثر من 5 أيام فى فصل الشتاء. لكن دورين تغلبت على كل ذلك، واستطاعت تحويل المدينة الناشئة إلى أخرى تنمو بوتيرة هائلة، من خلال مشاريع البنية التحتية مثل شبكة السكك الحديدية الجديدة بين المدن، وإنشاء جامعات جديدة. وربما كان ذلك سببا فى إعادة انتخابها لولاية ثانية فى نوفمبر عام 2021 ومازالت تشغل المنصب حتى الآن.
فلم تكن دورين جديدة على العمل السياسى، إذ عملت كمتخصصة فى تحسين مجال الأعمال للعديد من الشركات الكبيرة، حتى تم انتخابها عضوا بالمجلس الاستشارى لمدينة بروسار فى عام 2009. واهتمت من خلال منصبها بكل ما يخص الشباب، وحرصت على الانتباه لجميع الأمور المعنية بالأسرة، وتوفير أسلوب حياة صحى.
وفى نوفمبر عام 2011، أعيد انتخابها مرة أخرى، وترأست أيضا لجنة الأسرة وكبار السن ولجنة الثقافات. وكانت أيضا عضوا فى اللجنة الاستشارية للتخطيط العمرانى، ونائبة رئيس اللجنة الاستشارية المعنية بالبيئة والتنمية المستدامة.
كما أسست دورين فى مصر جمعيتين خيريتين تتابع عملهما من الخارج، بهدف تقديم خدمات اجتماعية وإنسانية وحقوقية لأهالى بلدها.
نهاية:
قم بدورك ولا تبخل بجهدك، تقدم بخطوة لتجد أمامك سبلاً مفتوحة، لتعمر أرضك وتبني وطنك وتطهره ممن يستنزفون خيراته ويستأثرون بها لأنفسهم ويعوقون مسيرة تقدمه وانطلاقه.
كن أنت المحرك لمستقبل بلادك ودفعها للطريق الذي تتطلع أنت وأبناء جيلك إليه.
فإن فعلتها عن جد واجتهاد وإصرار ستصبح ومن سينضم إليك قوة كبيرة فاعلة في اتجاه التغيير الحقيقي الذي نتطلع إليه جميعاً والذي تأخرنا كثيراً في تحقيقه.
كل التحية والتقدير للقدوة المصرية دورين أسعد.
وإلى لقاء غير منقطع مع نموذج جديد للتريند المصري