على شبكات التواصل الاجتماعي انتشرت في الآونة الأخيرة بعض صور الفهلوة ربما لكسب المال أو الحصول على هدايا أو لكسب الشهرة او لإثبات الذات . فهناك من تكتب على صفحتها أو في مجموعة ( جروب) تقول : إحتجت في يوم أشتري (بيتزا _ سمك مشوى _ جاتوه _ كنافة .. الخ) وتقول إنها جَرَّبت من محلات مختلفة كتيرة لكن بضاعتهم لم تعجبها وكانت الخدمة في معظم المحلات سيئة جدا ثم بالصدفة ( قال بالصدفة قال) عَرَفَت أن محلاً جديداً إسمه ( كذا ) افتتح في شارع (كذا ) بجوار محل ( كذا) أبو ياقطة بالانجليزي وتقول ( بلهجة عامية) : روحت أجرب . فوجئت بإن حاجته وااااو ايه الجمال ده وايه الفخامة دي، مكونتيش ( مسدقة) بجد تحفة تحفة تحفة ، وكل اللي في المحل شكلهم ولبسهم في منتهى النضافة ومعاملتهم شيك (خالس) والأسعار بأه مقولكوش . مفاجأة، أنا قلت ( لساحبتي ) على عنوانه وإديتها ارقام تليفوناته والواتس بتاعه وراحت فعلا هي وأخواتها وكلمتني من هناك تشكرني وتقولي مش ( هتسدقي) النهارده بأه كان أحسن من اللي انتي وصفتيهولي يظهر إنهم عملوه بإضافات جديدة بتقول لي رهيييب رهييب ياسوسو وميرسي ليكي يسلم ذوقك ..
والله ياجماعة لازم لازم تجربوه وعلى مسئوليتي بس ماتنسوش تدعولي وتعزموني (ههههئ )..ثم تُكمِل كذبتها فتقول ” على فكرة ياجماعة أنا معرفهمش ولا يعرفوني لكن بأنسحكم”.. قصدها ( بأنصحكم ).
المهم حضرتك تكتشف انها ( لهفت) من المحل وَجْبة سُخْنَة معتبرة أو علبة حلويات بالمكسرات ( هدية) مقابل الكلمتين الحلوين دول ..
* مؤخرا لاحظنا أن بعض الناس ” لَسَعِت “ربما بسبب إرتفاع الأسعار وانخفاض الدخول لطبقة كبيرة وجدوا في مواقع التواصل وسيلة ” لإخراج ( الكبت) ومن (اليوتيوب) إلى الفضائيات فمثلا : رجل ستيني يظهر في برنامج شهير ممسكاً طبلة يضرب عليها وأفراد أسرته ( صبيان وبنات) يغنون أغاني قديمة معروفة لكن يؤدونها بشكل جماعي مع شئ من ( الدلع والمياصة) .
* مثال تاني لفتاة تعلَّمت التطبيل فجمعت عشرة فتيات (أو أكثر) وفي برنامج مشهور تتوسطهن ( وهات ياطبل ) وغناء ” يابو اللبايش ياقصب . عندنا فرح واتنصب ” وبعدها ” نعناع الجنينة ضَلل على حِيضانه ” ثم “بتناديني تاني ليه انتي عايزه مني ايه ” وهكذا بطريقة ليس فيها إبهار ولا إبداع وكل مافي الأمر أنهم يطبلون و يغنون بشكل (جماعي) .
* نموذج ثالث : سيدة خمسينية تصطحب إبنتيها وثلاثتهم يغنون تترا لمسلسل قديم وأغاني قديمة معروفة (جماعي) ويعرضون فيديوهات وهن في حالة فرفشة بشقتهم حققت سبعة مليون مشاهدة !!
وسيدة مسنة تزعم انها بلبل محافظتها ( …) تعيد غناء الفلاحين عند جنى القطن وغرس شتلات الأرز لكنها اخذت موقفا معاديا من عملية جَمْع ” البامية فتقول لأمها ” ماروحش الغييط البامية شوكتني وما ” ..
سنعتبر ذلك من باب الانبساط والترويح عن النفس أو الاعتقاد ( الشخصي) لهذه النماذج في وجود مواهب لديهم ولهم الحرية في الاعتقاد والتَخَيُّل لكن أن تتنافس الفضائيات على تقديمهم وكأنهم اكتشافا فنياً في عالم الطَرَبْ فهذا هو الإسفاف بعينه وتحريض الغلابة على مزج الفهلوة بالهيافة وتشويه تراثنا الغنائي وهو دليل أيضا على الإفلاس الإعلامي .