وعودة للحديث عن التريند المصرى الذى لا يستلزم فقط عشرات المقالات بل المئات منها، لنلقى الضوء على أبناء وبنات مصر الذين يبهرون العالم فى جميع أنحائه، بإبداعاتهم وتفردهم المعتاد، هذا الإبداع الذى إن توافرت له البيئة الصالحة والظروف المشجعة، تبلور وتألق وطرق أبوابا ومجالات الإبداع ببصمته الخاصة التى يقدرها ويحتضنها كل من يسعى خلف المزيد من التقدم والتطور والصعود.
وأختص فى مقال اليوم نموذجا ملهما للشباب المصرى، وهو العالم الشاب محمود جعفر ابن محافظة المنوفية.
يبلغ من العمر 34 عاما، يعمل باحثا فى جامعة هامبورج للتكنولوجيا بألمانيا، والذى استطاع تحقيق إنجاز كان العلماء من قبل يعتبرونه مستحيلا.
فقد توصل لآلية تمكنه من تخزين المعلومات بصورة ضوئية وليست إلكترونية، ما يجعل سرعة نقل وتحميل البيانات تماثل سرعة الضوء التى تساوى 300 ألف كيلو متر فى الثانية الواحدة.
استطاع محمود جعفر التحكم فى سرعة الضوء وضغطه، وبالتالى تمكن من نقل كميات كبيرة من البيانات فى وقت واحد، بدون أى تداخل ودون اختراقها، والذى يعد ثورة علمية فى مجال تكنولوجيا نقل المعلومات.
يقول العالم المصرى: عن طريق تغيير الخواص الضوئية لمادة السليكون بسرعة الضوء ديناميكياً، بالإضافة إلى هندسة “علاقة التشتت” لمادة السيلكون Silicon Waveguide، استطعت توضيح كيفية ضغط حزم من المعلومات الضوئية “زمنيا” ونقلها من قناة ترددية إلى قناة ترددية أخرى فى وقت واحد، أى قمت بتطوير وتوضيح “عدسة زمنية” تسمح بعدم تداخل الإشارات الضوئية مع بعضها البعض أثناء إرسالها.
تُسمى هذه العملية علميا “إيقاف الضوء”، ويمكن تشبيهها بإشارة المرور ولكن بالنسبة للضوء، إذ يسمح إيقاف الضوء بتخزين المعلومات ضوئيا لوقت معين، أى أنها ستكون بمثابة ذاكرة ضوئية لاستخدامها فى أجهزة التوجيه البصرى Optical Routers.
بالإضافة إلى ذلك وضح كيفية عكس الزمن للنبضات الضوئية، وذلك لاسترجاع المعلومات الضوئية مرة أخرى، ويمكن تشبيه ذلك كما لو كنت تشاهد فيديو يعود بالوقت للخلف، وقد تمت تغطية هاتين النقطتين البحثيتين من قبل المعهد الأمريكى للفيزياء، بحسب ما يشير جعفر.
الموضوع كبير لدرجة أن دورية نيتشر العالمية التى تعد من أكبر الدوريات العلمية فى العالم احتفت بهذا الإنجاز، واعتبرته من أكبر إنجازات القرن.
العالم المصرى الشاب محمود جعفر ابن محافظة المنوفية، فخر وقدوة ملهمة لجميع الشباب، ليس فقط فى مصر ولكن فى كل أنحاء الأرض.
إلى لقاء غير منقطع مع نموذج جديد للتريند المصري..