يربط الله على قلب أمة يراق دم أبنائها على مرأى ومسمع من عالم أشبعتنا أكاذيب ديمقراطيته الزائفة خذلانا وهوان ما بعده هوان، وكأن قتلهم جهرا لم يعد كافياً لسد نهم أعدائهم وتعطشهم لسفك دماء الأطفال والنساء والشيوخ، فتحولوا لقتل المرضى على أسرة المشافي المحاصرة وداخل مدارس الإيواء التي ترفع شعارات أمم متحدة على قتلهم وتهجيرهم دون النظر إلى انسانيتهم المهدورة ووطنهم المسلوب. يقف أبناء غزة الأبية صفا واحدا في وجه عدوان سافر و دمار صهيوني مجرم غاشم تسند دماؤهم الذكية دماء بعض وهي تراق على ثرى وطنهم الأبي مباركة جهادهم المقدس، بينما يكتفي سادة العالم ورموزه المزعومة بالشجب والندب تارة و بالتحليل والتحايل على حقهم وعدالة قضيتهم تارة أخرى. يحمل الأب المكلوم من أبناء غزة المباركة فلذة كبده شهيدا بين يديه مبتهلا الي مولاه أن يتقبل دماؤه الذكية فداء للأقصى المبارك ونصرة له في محنته و نكبته، بينما يقف أخوة عروبته المنكوبين في فطرتهم وأخلاقهم على مسارح الطرب والغناء كأن معادلة قوميتهم بدلتها عوامل البذخ بشعارات خاوية، وتباكي غير صادق لا يثمن ولا يغني من جوع. أبناء فلسطين الأبية الذين يقتلون قصفا وتجويعا وحصارا لم يشهد التاريخ المعاصر مثله تحولت أجسادهم الطاهرة إلى مجرد أرقام حسابية نتابع تزايدها في شاشات التلفزة كما نتابع أسعار البقوليات والسلع الاستهلاكية دون أن يحرك قادة العالم ساكنا لنجدتهم ونصرتهم مكتفياً ببيانات لا ترقى لمأساتهم التي يعيشون فصولها يوما بعد يوم. يسأل أطفالي الصغار الذين يشاهدون مجازر الكيان الصهيوني الغاصب بحق أقرانهم في فلسطين الأبية عن أسباب قتلهم وتمزيق أجسادهم وتطاير أشلائهم المتناثرة هنا وهناك، و عن عروبتهم المسلوبة وحريتهم المغتصبة، يسألون عن فزعهم الأكبر وقيامتهم التي قامت عليهم دون غيرهم بأهوالها وجحيمها، يسألون عن قلة حيلتهم وهوان حيواتهم على هذه الأمة، وعن عالمهم المتآمر على أحلامهم وحقوقهم المشروعة ، فلا نملك لهم جوابا يقنع برائتهم وفطرتهم السليمه التي ترفض قتل النفس التي حرم الله قتلها الا بالحق.. مشاهد القصف المتواصل على أرض غزة الأبية و جرائم الإبادة الجماعية التي ينفذها الكيان الغاصب المحتل تبقى خالدة في ذاكرة أجيال متعاقبة من أبناء هذا الأمة تزرع في وجدانهم ووعيهم الجمعي أن اسرائيل هي العدو المجرم الذي يجب عليهم أن القضاء عليه و إزالته من الوجود، وان مستوطني هذا الكيان الغاصب الجبان هم وحوش آدمية سيأتي هلاكها على أيديهم ولو بعد حين. نثق في نصر الله عز وجل وصدق وعده القادم لا محالة و نثق في أبناء غزة ووحدة صفهم رغم ما يواجهون من قتل وتدمير، ونعلم يقينا أن هذا الكيان الهش المهترئ و حلفائه المزعومين لن تنفعهم جيوشهم و تجييشهم حين يأتي وعد الله الحق، وتدور عليهم الدوائر على يد أبناء هذه الأمة القادم لا محالة عاجلا غير اجل. اللهم إنا نسألك ونتوجه اليك بحق اسمك العظيم الكريم يا حنان يا منان وبحق جاه المصطفى صلى الله عليه وسلم أن تحفظ أهلنا في غزة الأبية وفي فلسطين المباركة وان تنصر مجاهديها بنصرك وأن تعز أمتنا بعزك وان ترد كيد أعدائهم في نحورهم يارب العالمين اللهم بحق اسمك العظيم الكريم يا حنان يا منان أن ترينا يوما في أبناء صهيون كيوم عاد وثمود اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك واغفر لنا عجزنا وقلة حيلتنا يارب العالمين اللهم إنا نسألك لأطفالهم أمنا ولنسائهم عونا ولشيوخهم رحمة ولمجاهديهم نصرا يا أرحم الراحمين اللهم أهلك عدوهم بجند من عندك وخذهم أخذ عزيز مقتدر يا عزيز يا جبار. ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم