ومما أثبتته الأيام ووثقه التاريخ بسجلاته أن الأخوية الأممية التى اتخذتها بعض الجماعات شعارا لها، تحمل فى ظاهرها مجموعة من المبادئ التى من المفترض أنها نبيلة وإنسانية، لكن ما تخبئه بباطنها من نوايا واستراتيجيات طويلة المدى هى الكارثة والمصيبة الكبرى.
فمن قراءات التاريخ والبحث فى أصول ومنابع وأهداف تلك الجماعات الأخوية، والتى تختلف عن بعضها البعض فى مسمياتها فقط، قد تبين أنها تتفق ضمناً على مجموعة من الأهداف الشيطانية الخبيثة التى تسعى بكل ما أوتيت من قوة لهدم العالم وتفتيته.
“الماسونية”
وهى جماعة أخوية عالمية علمانية، تدعو ظاهرياً إلى الإخاء والمساواة والتعاون، لا تعترف بالقوميات والأوطان، لكنها تسعى للسيطرة على العالم، وينضم تحت لوائها العديد من أصحاب الديانات المختلفة، فلا علاقة لها بالدين، لكنها وبشكل غير معلن تدعو للإلحاد وضرب فكرة الأديان بمقتل!
وكثيرا ما اتهمها أعداؤها بأنها تعمل على نشر الليبرالية والعلمانية، مرورا بالتعاليم الشيطانية، بل وحتى التمهيد لظهور المسيح الدجال والقضاء على الأديان، بطرق سرية وخبيثة تعتمد التضليل والخداع بهدف السيطرة المزعومة على العالم.
وتقول بعض المصادر الماسونية، مثل كتاب “الماسونيون الأحرار” لـ”مايكل جونستون” إن هناك أساطير ماسونية ترجع نشأة الحركة إلى ما قبل طوفان نوح، بل حتى ترجعها إلى عهد النبى إبراهيم والنبى سليمان.
لكن السائد عند معظم الباحثين أن أصول الماسونية ترجع إلى القرون الوسطى مع ازدهار حقبة الطلب على البنائين لبناء القلاع والكاتدرائيات الكبرى.
ومن بين الماسونيين المشاهير (وينستون تشرتشل، رئيس الوزراء البريطانى السابق، والسير آرثر كونان دويل، مؤلف روايات شيرلوك هولمز، وأوسكار وايلد، وبيتر سيليرز).
أما عن الرباط الخفى بين الماسونية والصهيونية: هناك ارتباط وثيق بين “الصهيونية”. وهى تلك الحركة الدينية السياسية العالمية التى تهدف إلى تنفيذ مخططات اليهود وتنفيذ بروتوكولات حكمائهم “التلمود” التى تم وضعها مع الإعلان رسمياً عن الحركة بمؤتمر (بال) بسويسرا عام 1897م بزعامة (تيودور هرتزل).
ووفقاً لأحد الكتب النادرة بعنوان “بروتوكولات حكماء صهيون” وكما يعلم الكثير منا أن لليهود خطة طويلة الأمد يعملون على تحقيقها وإن طال الزمان، ألا وهى (استعادة الأرض التى يزعمون أنها أرضهم من الفرات للنيل)، وإحكام سيطرة النفوذ الصهيونى على العالم اقتصاديا. فلم يكتفِ اليهود باتباع الأسفار المقدسة التى استمدوها من التوراة (العهد القديم)، بل اتجهوا إلى تفسيرها مرة أخرى بما يتناسب مع شهواتهم وأطماعهم، وأطلقوا عليه اسم (التلمود)، وقدس اليهود هذا التلمود أكثر من تقديسهم لما ورد فى العهد القديم!
وعن بعض تعاليم (التلمود):
– أن أرواح اليهود تتميز عن باقى الأرواح بأنها جزء من الله، وأنها عزيزة على الله عن باقى الأرواح غير اليهودية فهى أرواح شيطانية تشبه الحيوانات!
– استباحة كافة الوسائل المشروعة وغير المشروعة من كذب ونفاق ونقض للعهود، وكذلك استباحة الدماء، فلا مانع من القتل وانتهاك أعراض غير اليهوديات، وغيرها من الموبيقات أياً كانت من أجل تحقيق الهدف الأسمى والحلم البعيد (الغاية تبرر الوسيلة).
فقد مرت الحركة الصهيونية بمراحل كثيرة منذ القرون الأولى قبل الميلاد وبعده، وقبل وبعد ظهور الإسلام بهدف إنشاء مملكة إسرائيل الكبرى من الفرات للنيل، والسيطرة باتباع سياسة النفس الطويل جداً.
وجاء وعد (بلفور) الذى استخلصه اليهود من الإنجليز بطرقهم المعتادة، والذى يعدهم بإقامة وطن قومى لليهود على أرض فلسطين.
وبعد أن تم تنفيذ وعد بلفور، وبالفعل تم إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948م، ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن لم تتوقف النزاعات ولا الانتهاكات اليهودية للشعب الفلسطينى إلى جانب عدد من دول الجوار، كما لم يتوقف سقف طموحات الصهاينة عند هذا الحد ولكنهم ماضين فى تنفيذ خطتهم طويلة المدى بالسيطرة على جزء يليه آخر من الأراضى الفلسطينية طمعاً فى إزاحة شعب فلسطين بالكامل وطرده من موطنه وأرضه.
وفى عام 1930 ظهرت جماعة من الفلسطينيين تُعرف بجماعة (الكف الأسود)، والتى كانت مهمتها قتل كل العائلات الفلسطينية التى تبيع أراضيها لليهود! حيث كانت بدايات الخطة الصهيونية آنذاك هى شراء أكبر عدد من الدونامات (وحدة قياس الأراضى فى ذلك التوقيت) من أراضى فلسطين تمهيداً لإقامة الدولة اليهودية.
إذن فالصهيونية قرينة للماسونية، إلا أن الصهيونية يهودية بحتة فى شكلها وأسلوبها، فى حين أن الماسونية “يهودية مبطنة” تظهر شعارات إنسانية عامة لا علاقة لها بالدين وتستقطب تحت لوائها غير اليهود من المخدوعين والمنتفعين.
لكنهما فى النهاية وجهان لعملة واحدة تهدف لهدم العالم وخرابه بأى وسيلة للسيطرة عليه بالنهاية.
فجميعهم جماعات سرية لا تعترف بالوطن ولا القومية وتسعى للأممية، تظهر لمريديها ومن يعتنقون أفكارها من المغرر بهم ما لا تبطن من خطط شيطانية ونوايا شريرة وأهداف دنيئة لا تمنعها إن استلزم الأمر للتحالف مع الشيطان من أجل تحقيقها!