الكل مقابل الكل all for all عباره تداولتها وسائل الإعلام منذ أن بدأت حرب غزة في السابع من أكتوبر الماضي تعني الإفراج عن كل الرهائن لدى حماس مقابل تبييض سجون الإحتلال من الأسرى الفلسطينيين الذين تعدى عددهم ال 7 آلاف أسير وقد طالب بها المقاومون في حين رفضتها حكومة دولة الإحتلال وفضلت استخدام آلة القتل والتدمير لحوالي 49 يوما ظلت تعمل بلا هوادة في قطاع غزة ! ورغم ذلك يمكن القول لم يتمكن الاسرائيليون في تحقيق اي انتصار عسكري أو سياسي ورضخت حكومة نتنياهو – بكل تعاليها وغطرستها – لشروط الشعب الفلسطيني الصامد من جهة ولضغط الشارع الاسرائيلي أيضا الذي رفع نفس الشعار all for all وقبل نتنياهو التفاوض مع حماس (مباشرة) في الدوحة برعاية الوسيط المصري والقطري ! وعقد الجانبان صفقة تبادل الرهائن بالاسرى الفلسطنيين على مراحل ! واظن أن هذا لا يعتبر انتصارا للمقاومة الفلسطينية فقط بل عكس الصورة الضبابية و المشوشة لعملية صنع القرار لدى نتنياهو ورفاقه خاصة المتطرفين اليمنيين مثل بن غفير وسوموتريتش ويمكن توصيفهم بانهم أحد أسباب السقوط المدوي للاحتلال وهو من المرات النادرة منذ إنشاء الدولة العبرية قبل 75 عاما ! واتضح ذلك للداني والقاصي في عدد من ردود الأفعال من بينها القسوة في معاملة الأسرى الفلسطينيين من قبل جيش الإحتلال الذي استكثر على اهاليهم الفرحة بعودتهم فصادر غبطتهم بعودة ابنائهم من زهرات واشبال فلسطين ولم يكن ذلك فقط بل منع الإحتلال الصحفيين من توثيق لحظة العودة إلى الوطن بلقاء الأهل والأصدقاء ونزل جنود الإحتلال إلى مدن الضفة يقتلون الأطفال ويعتقلون أبنائها من جديد ! أما الصورة التي على النقيض تماما هي قيام المقاومه الفلسطينيه بتوديع الرهائن سواء كانوا اسرائيليين أو أجانب بمنتهى الرقي الإنساني وجعلهم يشهدون على المعاملة الحسنة التي كانت عنوانا لفترة الاحتجاز لدى المقاومة هذا التباين يعكس تناقض طرفي المعادلة في المشهد ويقود إلى احتمال وارد بشكل كبير وهو تدهور الموقف في الفصل الثاني من الحرب على الساحة في مدن الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة ! وأتصور ان هذا هو ما يريده نتنياهو ! إن انتهاء الحرب بشكل أو بآخر تعني النهاية الحتمية لهذا الرجل الملطخ بدماء الشهداء حيث ينتظر محاكمته داخليا من قبل شعبه وخارجيا بعد تحريك الدعاوى القضائية ضده أمام المحكمة الجنائية الدولية على ما اقترفه من جرائم الحرب !