في مقابلة مع «Lebanon on » قال الخبير في أسلحة الدمار الشامل العقيد المتقاعد اكرم كمال سريوي:
بالرغم من مأساة هذه الحرب التي يعيشها الشعب الفلسطيني اليوم، فهي قد أعادت تذكير العالم، بأن هناك شعب أرضه محتلة، ويقاتل من أجل حريته وتحرير أرضه من الغزاة الإسرائيليين.
وأكد سريوي أن هذه الحرب الإسرائيلية انتهت بالمفهوم الاستراتيجي، لأن إسرائيل فشلت في تحقيق الأهداف التي رسمتها لهذه الحرب، وهي الآن تبحث عن صورة نصر موهوم، عبر قتل المزيد من المدنيين الفلسطينيين.
وأضاف سريوي أن تعمّد إسرائيل نشر صور المعتقلين الفلسطينين عراة، هو بهدف اذلالهم، والقول أن هؤلاء عناصر حماس استسلموا، مع العلم أنه لا يوجد بينهم أي عنصر من حماس، وتم اعتقالهم في مدارس الأونروا وليس في ميدان القتال.
وعن سبب إقدام حماس على هذه العملية قال سريوي: إن مشاهد الأمس تؤكد السبب، فهذا القهر المتمادي وانتهاك الحرية والكرامة للشعب الفلسطيني، من قِبَل قوات الاحتلال، لم يعد يطاق، ولا خيار أمام الفلسطينيين سوى النضال لتحرير أرضهم، فالقبول بالذلّة والمهانة ليس خياراً لشعب فلسطين.
وحول إمكانية استخدام إسرائيل لسلاح دمار شامل قال سريوي:
الأسلحة النووية وأيضاً الكيميائية ذات الثبات (قليلة التبخر او التطيًر) يصعب على إسرائيل استخدامها في غزة ،لقرب المسافة، واتجاه الرياح سيحمل الإشعاعات والغازات إلى المستوطنات، وسيكون الضرر عليها كبيراً، ولولا ذلك لعمدت إسرائيل إلى استخدامها.
لقد مهدت إسرائيل لاستخدام أسلحة كيميائية، من نوع الأسلحة الخانقة وسريعة التطيّر، والغازات البوليسية، في غزة، واتهمت حماس بتصنيع “السيانيد” ، لتحميلها لاحقاً المسؤولية عن استخدام هذا السلاح الكيميائي، وإسرائيل تحتفظ بمخزون كبير من هذه الأسلحة، وهي من الدول القليلة التي لم توقع على معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية.
وكشف سريوي أن لدى إسرائيل خططاً لجعل غزة مكاناً غير قابل للحياة، وهي استخدمت سابقاً وستستخدم الآن أسلحة بيولوجية، خاصة الأسلحة السرية المحددة الأهداف، كالجمرة الخبيثة، وقد تستخدم الحنطة الخضراء المسمومة، وهي قامت بقطع المياه عن السكان، كما أن عدم دفن الجثث وبقائها لأيام بين الأنقاض، سيسبب انتشار أمراض خبيثة بين السكان.
وعن حقيقة امتلاك إسرائيل لأسلحة نووية قال سريوي : لم تسمح إسرائيل للمنظمات الدولية بتفتيش منشآتها النووية، وهي الدولة الوحيدة في العالم التي لم يُكشف عن برنامجها النووي ، ولكن قادتها أكدوا أكثر من مرة وجود أسلحة نووية لديها، وقد تم سابقاً تفعيل خطة استخدام الأسلحة نووية، ويقدر الخبراء وجود حوالي مئة رأس نووي لدى إسرائيل، وهذا شبه مؤكد.
والأهم من ذلك هو عدم حاجة إسرائيل لأسلحة نووية على أراضيها، طالما هي تحظى بهذا الدعم والغطاء الأمريكي غير المحدود، وتزودها أمريكا بكافة الأسلحة، والآن في الحرب على غزة يشارك الأميركيون في التخطيط والمراقبة، وتقديم أحدث الأسلحة والذخائر لإسرائيل، وأمريكا هي شريك كامل لإسرائيل في هذه الحرب.
وعن استخدام إسرائيل للقنابل الفسفورية في غزة وجنوب لبنان، قال سريوي: هناك معاهدة تقييد استخدام بعض أنواع الأسلحة التقليدية، ذات الضرر العشوائي على المدنيين، ومنها القنابل الفسفورية، لكنها ليست محظورة تماماً كما يعتقد البعض، وإسرائيل لم توقع على هذه المعاهدة، لكن هناك موجب قانوني على الدول الداعمة لإسرائيل، بوقف المساعدات، لأن هذه الدول كأمريكا وبريطانيا وفرنسا، قد وقعت على هذه الاتفاقية.
وعن طرق الحماية من هذه القنابل، اشار سريوي إلى وجود ايضاحات عديدة على الانترنت، عن كيفية الحماية، اهمها الاختباء وتجنب التعرض لملامسة الفسفور، لانه يسبب حروق من الدرجة الثالثة، وعدم تنشق الغازات، واستخدم غطاء للانف يكون مبللاً بالماء.
وعن قدرات دفاعات إسرائيل ضد الصواريخ، شرح سريوي : أنها تنقسم إلى مستويات، بحيث تعمل القبة الحديدية ضد المقذوفات الصغيرة، ولكن مشكلتها ان نسبة فعاليتها لا تتجاوز ٦٠٪ ، وتنخفض كلما زادت كمية الصواريخ في الرشفة الواحدة، كما أنها مكلفة جداً، فصاروخ القبة الحديدية بقيمة عشر آلاف دولار، بينما يتراوح ثمن المقذوف التي تتصدى له من صواريخ المقاومة أقل من ٤٠٠ دولار.
وحول صواريخ فرط صوتية لدى ايران، وإمكانية إعطائها لحزب الله، وقدرة إسرائيل على التصدي لها ،قال سريوي: لقد حصلت إيران على تقنية هذه الصواريخ من كوريا الشمالية ومن روسيا، وكشفت عن صاروخ “فتاح” (سرعته تصل إلى ١٥ ماخ) لكنها ستبقى في المخزون الاستراتيجي لدى ايران، ولن ترسلها الآن إلى حزب الله، الذي يملك مروحة واسعة من الصواريخ، واثبتت فعالية ضد أهدافها، خاصة صاروخ بركان الذي يزن رأسه المتفجر حوالي ٥٠٠ كلغ.
وتملك إسرائيل انظمة “السهم” و “مقلاع داوود” ضد الصواريخ البالستية لكن كلفة الصاروخ تبلغ أكثر من مليون دولار وهو ينجح في التصدي للصواريخ العادية، لكن فعاليته تصبح محدودة في مواجهة صواريخ فرط صوتية، تفوق سرعتها ١٠-١٥ ماخ، لأن هذه الصواريخ يصعب اكتشافها، وقادرة على تغيير مسارها.