يعتقد البعض أن الأمر غريبا عندما يُغير الرئيس الامريكي جو بايدن موقفه تجاه الحرب في الشرق الأوسط من (النقيض الى النقيض) حيث ينتقل من التأييد الكامل لدولة الكيان الصهيوني إلى انتقاد حاد لإداره الحكومة اليمينية المتطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو للحرب في غزة !
بينما يقول البعض الآخر إن الإدارة الأمريكية تعاني نوعا من الشيزوفرينيا أو الفصام الذي يصفه خبراء علم النفس ب الاضطراب !
وهذا النوع من الشخصيات بالفعل يُميِّزهم الشعور بالتقلب المزاجي الشديد، وهيمنة الخواء الداخلي، والتصرُّف الاندفاعي والانفعالي، وأنا أقول إن تصرف بايدن على هذا النحو ليس غريبا ولا تعاني إدارته فصاما أو اضطرابا في اتخاذ القرارات !
كل ما هنالك إن مستشاريه نصحوه بعدم الاندفاع في تأييد الممارسات العدائية غير الإنسانية الاسرائيلية في غزة إذا أراد أن ينجح في الانتخابات الرئاسية المقبلة التي تجرى في نهاية العام ٢٠٢٤ !
إذن يمكن القول إن موقف بايدن في الحقيقة لم يتغير إنما يعتبر مناورة انتخابية لا اكثر ولو كان هو أو غيره في بداية ولايته لما غير موقفه قيد انمله لأن موقف الإدارات الأمريكية المتعاقبة تجاه إسرائيل من الثوابت التي تقوم عليها السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط منذ إنشاء دولة الكيان قبل نحو ٨٠ عاما !
وهنا نقول إن بايدن استجاب للنصح حتى لا يوصف بإنه يغرد خارج السرب وحده وكما نعلم من متابعة الأفعال ردود الأفعال أن الموقف الدولي (الشعبي والى حد ما الرسمي ) بدأ يعيد النظر في مواقفه تجاه العدوان على الشعب الفلسطيني في غزة وتفهم أنه ليس دفاعا عن النفس – كما يزعم حكام تل ابيب – لسببين :
▪️السبب الأول أن سلوك دولة الإحتلال تجاه الشعب المحتل لا يعتبر دفاعا عن النفس باي شكل من الأشكال وهو أمر يعد قاعدة مستقرة من قواعد القانون الدولي !
▪️السبب الثاني كيف يكون دفاعا عن النفس ذلك التدمير الأهوج والقتل بدم بارد لشعب أعزل إذ بلغ عدد الضحايا من الأطفالَ والنساء أكثر من ١٢ الف شهيد ؟
إذن تغير الموقف الدولي بناء على ٣ امور :
▪️ الامر الاول ضرب ما حدث في أرض الواقع من تدمير لقطاع غزة بعرض الحائط لكل القوانين والأعراف الدولية
▪️الامر الثاني لم يكن سببه فقط فشل دعاية الفظائع
Propaganda of atrocities
التي روجت لها حكومة الاحتلال عن ماوقع يوم السابع من أكتوبر الماضي ! ▪️الامر الثالث ان الهدنة الإنسانية الاخيرة بعد ٤٠ يوما من العدوان اثبتت الحالة الإنسانية في العلاقة بين المقاومة الفلسطينية والرهائن من الجانب الاسرائيلي وفضح الإعلام الحالة اللانسانية التي عامل بها جيش الاحتلال الاسرى الفلسطينيين !
من هنا حدث التحول الدولي وخاصة في الشارع الاوروبي ولهذا اصبح بايدن يشعر بموقفه الحرج الذي يسلبه نقاط القوة وهو يخوض حملاته الانتخابية في الولايات الأمريكية التي خرج الناخبون فيها في مظاهرات مؤيدة للشعب الفلسطيني وتطالب بوقف اطلاق النار في قطاع غزة ومعاقبة حكومة نتنياهو على جرائم الحرب التي ارتكبتها بحق الانسانيه في القطاع والضفة الغربية!
وفي اعتقادي إن من يشيد بالتحول الامريكي عليه ان يفهم دوافعه اولا ومن ثم علينا توظيف هذا التحول في اتجاه التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار او على الاقل هدنة إنسانية جديدة وهو ما تلمح له الإدارة الأمريكية وربما يميل له بعض اعضاء حكومة الحرب في اسرائيل!
من وجهة نظري إن الموقف من الحرب في الشرق الأوسط سيكون العامل الاهم في حسم سباق انتخابات الرئاسه الامريكيه القادمة سواء بشكل حقيقي او مصطنع واظن إن موقف بايدن الأخير المثير للجدل هو مصطنع وليس حقيقيا حتى لايقع بين مطرقة إسرائيل وسندان الانتخابات !