أراد رحمه الله الخديوى اسماعيل باشا أن يعلم شعبه حرية الرأى وليعرف مقدار أعماله وأثرها فى نفس أبناء وطنه وليعلم أن كان الشعب راضياً عنه، أم أن هناك أشياء ما زالت فى حاجه إلى اصلاح.
فدعا لذلك قادة الرأى ورجال الدولة وزعماء الشعب وطلب منهم أن ينقسموا فى الجلسة القادمة إلى قسمين، أحدهما يحتل المكان الأيمن وتكون مهمته عرض أعمال الخديوى – والفريق اليسارى عليه أن يعارض هذه الأعمال ويظهر مواطن الضعف والنقص فيها ليتلاشاها فيما بعد، وعندما حان ميعاد الجلسة دهش الخديوى إذ رأى أن جميع الزعماء والقادة قد إحتلوا الجهه اليمنى ! ، فنظر اليهم اسماعيل باشا نظرة دهشه وتعجب ثم قال هل هذا ما اتفقنا عليه فى الجلسة الماضية، فاجاب أحدهما وهل لنا أن نعارض أعمال سيدنا ومولانا حاشا لله وكلا فكل أعمالك يامولاى رفعت من شأن الأمه. فرد عليه اسماعيل باشا بنظرة أسف وألم قائلاً (أرتقت بلادى ولكن شعبى ما زال متأخراً تنقصة الحرية فى الرأى والثقة بالنفس).