الأصول الروسية المجمدة إلى أين؟ وهل يخشى الاتحاد الأوروبي خسارة الأصول الروسية المجمدة لديه بسبب واشنطن؟
جمّد الاتحاد الأوروبي ودول مجموعة السبع بعد بدء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا،ما يقرب من نصف احتياطيات النقد الأجنبي الروسية البالغة نحو 300 مليار يورو. ويوجد نحو 200 مليار يورو في الاتحاد الأوروبي، معظمها في واحدة من أكبر أنظمة التسوية والمقاصة في العالم ، حسابات يوروكلير البلجيكية، وفي نهاية أكتوبر، ذكرت الأنباء أنها كسبت في الأشهر التسعة من عام 2023 حوالي ثلاثة مليارات يورو من الفوائد من الاستثمار في الأصول الروسية الخاضعة للعقوبات.
وكان زعماء الاتحاد الأوروبي قد أصدروا تعليماتهم في أكتوبر الماضي إلى المفوضية الأوروبية بإعداد مقترحات لاستخدام الأصول المجمدة لتمويل إعادة إعمار أوكرانيا.
وقالت بلجيكا في وقت سابق إنها ستستثمر 1.7 مليار يورو في هذا العام لمساعدة أوكرانيا من خلال الاعتماد على عائدات الضرائب المحلية الخاصة بها من الأصول الروسية المجمدة.
فيما تحتفظ “يوروكلير” بالأرباح حتى يصبح الوضع أكثر وضوحاً، وتشير في نتائجها إلى أنّ إدارة الأصول كلّفت 34 مليون يورو.
فيما بدأت أطراف مختلفة في روسيا إجراءات قانونية للإفراج عن الأصول، معظمها في المحاكم الروسية، وجاء في بيانها “تدافع يوروكلير ضد جميع المطالبات القانونية ذات الصلة، وتعتزم الاستمرار في القيام بذلك ضد أي مطالبات أخرى من هذا النوع”.
وفي السياق، وجد تحليل “بلومبيرغ” لسجلات المحكمة الروسية أكثر من 40 مطالبة، تستهدف أكثر من 200 مليار روبل (2.1 مليار دولار) من الأصول المجمدة.
ومن بين الشركات التي قدمت مطالبات شركة “بيرفايا مانجمينت و”سوفكوم بنك” و”روس بنك” و”سبير بنك”بلجيكا إنها ستستثمر 1.7 مليار يورو العام المقبل لمساعدة أوكرانيا من خلال الاعتماد على عائدات الضرائب المحلية الخاصة بها من الأصول الروسية المجمدة.
وأفاد خبير أمريكي أنّ مصادرة الأصول الروسية المجمدة في الغرب ستعزز موقف “بريكس” وتعرض الأصول الأميركية والأوروبية في روسيا للخطر.
مضيفاً أنّ روسيا يمكن أن ترد من خلال مصادرة الأصول الغربية التي لا تزال موجودة في أراضيها”.
وأعرب الخبير عن استغرابه من أنّ الغرب أخذ يناقش موضوع مصادرة الأموال الروسية بالذات في الوقت الذي أصبحت فيه روسيا رئيسة لمجموعة بريكس. ويرى الخبير الأميركي أنّ هذه المنظمة الدولية ستكون قادرة على بناء نظامها المالي البديل.
وأكدّ أنّ مصادرة الأصول الروسية، ستؤدي إلى تقويض الثقة في الدولار كعملة احتياطية.
ونشرت صحيفة “فايننشيال تايمز” تقريراً عن الاقتراح الأمريكي لإضفاء الشرعية على مصادرة الأصول الروسية المجمدة، من خلال الاعتراف بأنّ الدول الغربية ضحايا للصراع في أوكرانيا.
وردًا على ذلك، صرّح وزير المالية الروسية، “أنطون سيلوانوف”، بأن روسيا في حال مصادرة أصولها ستتخذ إجراءات جوابية مماثلة.
وفي 28 كانون الأول/ديسمبر، أفادت “فايننشال تايمز”، نقلاً عن مصادرها، بأنّ الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وخاصة ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، تشكك بشرعية الفكرة الأمريكية لمصادرة الأصول الروسية المجمدة البالغة 300 مليار دولار. وبحسب الصحيفة، لندن وباريس تريان أنّ الأصول المصادرة لن تكفي لتغطية احتياجات كييف لإعادة بناء البلاد، ولا ينبغي أن تحل هذه الأموال محل الدعم المالي في العام 2024.
_هل يظهر هذا تخوّف الاتحاد الأوروبي من خسارة الأصول الروسية المجمدة بسبب الولايات المتحدة !
في هذا السياق
أفادت الباحثة السياسية “نتاليا ايليسيفا” أنّ الاتحاد الأوروبي يخشى خسارة الأصول الروسية المجمدة لديه بسبب واشنطن
وقالت الباحثة في الاستراتيجيات السياسية “تصدر مثل هذه التصريحات لأنّ الأموال ستتجاوز أوروبا. كان لدى الاتحاد الأوروبي في البداية خططه لمصادرة الأصول مباشرة بنفسه، على الرغم من رغبته في إعادة توجيهها لمساعدة أوكرانيا. أمّا عندما تتدخل الولايات المتحدة هنا، فإن السؤال الذي يطرح نفسه في أوروبا هو: ما علاقة الولايات المتحدة فعليًا بهذا الأمر؟ على الرغم من أنّ الوضع في الواقع سخيف للغاية، فليس لأي أحد الحق بهذه الأموال سوى روسيا”.
استبعدت “ايليسيفا” بالرغم من ذالك أن تتمكن دول الاتحاد الأوروبي من التأثير في الولايات المتحدة بأي شكل من الأشكال بشأن هذه القضية.