ونحن نستقبل عاماً جديداً ندعو الله أن يكون خيرو رخاء و انقضاء للأزمات ، إذ بنا نفاجأ أن بأول أسابيع هذا العام أن هناك من المفسدين مالا طاقة لبلادنا بهم ، و ما لم نكن نتوقع وجوده بهذه الكثافة ،
فلم يمر وقتاً قصيراً علي إقالة رئيس جهاز حماية المستهلك و القبض عليه بتهمة الرشوة و من قبله من سبقه بنفس المكان ،ثم مسيؤول كبير بالتموين ، إلا و قد لحق بهم العضو المنتدب لمجمعات النيل الإستهلاكية و من معه ،
هؤلاء الذين يتاجرون بأقوات الشعب المطحون ، الذي قد وجد بمجمعات الدولة منفذاً للرحمة من جشع المحال التجارية الخاصة التي ترفع الأسعار كل يوم بلا رادع ، ليجد نفسه قد وقع بفخ أعمق و أشد قسوة،
فقد تحمل جهاز الرقابة الإدارية ما لا يطيق ، فعليه أن يطوف أنحاء البلاد من أعاليها لأسافلها و من مشارقها لمغاربها بحثاً عن المفسدين، فقد تضخمت أعداد الفسدة أضعافاً مضاعفة ، لدرجة قد تأخذنا لفكرة قاسية، و هي أنه لم يعد هناك من هو منزه عن الفساد ،
فما الذي حدث للمصريين ، و ما الذي أصابهم بهذا المرض الذي نال من ضمائرهم لدرجة الموات و من أنفسهم لتكتظ بأدرانها الخبيثة و بعقيدتهم لينتزع منها الرحمة و الإنسانية؟
ناهيك ،
عن تلك الأخبار الرسمية الصادرة عن وزارة التربية والتعليم عن الكيانات التعليمية الوهمية التي تنسب نفسها زوراً للوزارة لتحتال علي أكبر قدر من المخدوعين ،
فعندما بدأت بقراءة القائمة لم تحتمل نفسي إكمالها ، نظراً لطولها من ناحية و وجود بعض الأسماء الشهيرة التي صدمتني من ناحية أخري.
لم يقتصر الأمر علي مئات الكيانات التعليمية الوهمية فحسب، بل هناك المئات أيضاً من الكورسات و الدورات التدريبية التي لا فائدة منها و لا منفعة ، و التي تقدمها شركات و كيانات وهمية و تصبغها بصبغة تبدو رسمية عن طريق الاتفاق مع أي جامعة لتكون راعية و بناءً عليه يدفع المتقدمين مبالغ مالية محترمة في مقابل شهادةلا تثمن و لا تغني عن جوع .
و أخيرا، و ليس آخراً :
هذا الكم الهائل من المؤتمرات و المهرجانات و الفعاليات و التكريمات التي تكتظ بها كافة الأماكن حتي الرسمية منها ،تلك التي باتت تسمح للمجهولين باستئجار قاعاتها و مسارحها لإضفاء صبغة شرعية و بعض المصداقية لخداع أكبر عدد من المدعوين.
إرحموا مصر من جشعكم و ارجعوا عن أذيتها بفساد سلوككم و اتقوا الله لعله يجعل لكم من كل ضيق مخرجا.