في ذكرىٰ مولد الزعيم اليوم ١٥ يناير . وعرفاناً بدوها العظيم سأتناول(جزءاً يسيرا دون تفاصيل ) عن حياة السيدة ” تَحيِّة كاظِم”يرحمها الله المتوفية في٢٥مارس١٩٩٢ والتي لمْ تَنَل التقدير المناسب (كزوجةِ لرئيس أكبر دولةٍ عربية ) في الفترة الأهم من تاريخ مصر . إذ كانت مثلأ للزوجة الوطنية الأصيلة المُؤازِرة لزوجها دون تَدخُّلٍ منها في عملهِ ولا في سياساتهِ والتي كانت تعلَمْ خطورة مواقفهِ النِضاليِّة ضد الملك فاروق والإنجليز وعاصَرَتْهُ محارباً في فلسطين وأثناء الثورة ١٩٥٢ ثم العدوان الثلاثي ١٩٥٦عَقِبْ قراره الجرئ بتأميم القناة ثم استهدافه شخصياً ومحاولات اغتياله الفاشلة لوأد مشروعه القومي وعَرقَلة تقدم بلده بعدوان يونيه ١٩٦٧ثم معارك الاستنزاف وإعادة بِناء الجيش واكتمال استعداداته للعبور الذي لم يشهده لوفاته في٢٨سبتمبر ١٩٧٠ .. عاشت ” تحية كاظم” حياةً بسيطةً بلا تَرَف ولا اهتمام بغيرِ تربية الأبناء تاركةً لزوجِها جُهده ووقته لإدارة شئون الوطن ، لم يُغْرِها لقب السيدة الأولى ولم تَرغب في التعامل معها على أساسِه . واجَهَتْ حَمْلات غدرٍ و جحودٍ شَرِسة من إعلام مأجور تَستَهدِفُ تشويه سيرته و ذِمَّته المالية بعد وفاته . خاصةً عندما عَقَدَ (مجلس الأمة) في٧ أكتوبر١٩٧٠ (وبعلم الرئيس السادات) جلسةً استثنائيةً ناقَشَت مشروع قانون يقضي بتنازل الدولة لأسرة “عبدالناصر” عن بيتهِ بالقاهرة و ( إستراحة المعمورة بالاسكندرية) طوال حياتها ومنّحِها معاشاً مساوياً لِما كان يتقاضاه من مرتبٍ ومخصصاتٍ على أن يعود المَسْكَن بعد ذلك للدولة ليُصبِحَ متحفاً ومزاراً للشعب والتنازل عن باقي دَينٍ استدانهُ الزعيم (الحاكم النَّزيه) من الدولة بضمان مُرتَّبه لزواج بناته ، وفي الجلسة تَلَاٰ رئيس المجلس تقرير اللجنة التشريعية حول مشروع القانون متضمناً عبارات تؤكد أن “عبدالناصر” ترك أسرته لا تَملِك مسكناً . ولا تَملِكُ إلَّاْ سيارة ” أوستن” كانت لديه قبل الثورة وأخرى “كاديلاك” أهْداها له الرئيس “جُون كِنيدي” سنة١٩٦١ ( رَدَّتْها لرئاسة الجمهورية مع خطاب شكر) . وأعلنت إبنته الدكتورة ” هُدَىٰ” أن الأسرة مجتمعة سَتُسَدِّد باقي الدَيْن للدولة ومستعدة للتنازل عن بيت القاهرة و (كابينة المعمورة) التي كَتَب عنها “يوسف إدريس” بصحيفة “الأهرام” في عهد الرئيس ” مبارك ” بأن مساحتها (خمسمائة فدَّان) ويصل سعرها (مائة مليار جنيه) تكفي لسداد ديون مصر . فأرسلت السيدة” تحية”خطاباً الي ” الأهرام” قالت أن مساحة الأرض (خمسة أفدنة) وليست خمسمائة و قالت : “ياجماعة لو كانت الأرض دي هاتسَدِّد ديون مصر خُدوُها . فكل ما أنتظره لقاء رَبِّي وأن أُدفَنْ بجوار” جمال عبدالناصر” الذي أعطىٰ حياته كُلُها لمصر .
وتقول د.” هُدَى ” إنَ والدتي لا تعمل وليس لها مُمْتَلَكاتٌ تُدِرُ لها دخلاً و لا أظن أن أحداً مُنزَّهاً عن الغَرَض يَقْبَل لقَرِينة “جمال عبدالناصر” أن تعيش مُعتَمِدةً على الآخرين حتى لو كان الآخرون هم أبناءها .”ويقول المهندس”خالد عبدالناصر” في حديث له : و رُدَّتْ الكابينة ولمْ تُسَدَّد ديون مصر .”